الفرحة الناقصة

Mustafa bajalan

22 أغسطس  .   3 دقائق قراءة  .    169

احدهم يقول أنه ينتظر لحظات الفرح  فترات طويلة, طويلة جدا , لكي يستشعر لذة البهجة و الفرح لكي يبتهج و يضحك, لكي يطمئن أن الوقت لم ينفد وأن للحديث بقية, يحاول بأقصى طاقته أن يندمج ويشارك الفرح مع أحبائه ,يقول أنه مشغول الآن, سوف يكمل القصة فيما بعد؟ يقول آنه منشغل بالفرح, مبتهج لا يكاد يصدق ما تراه عيناه من وجود الأحبه, لا بأس سوف أنتظره, لكن ماذا لو طال الفرح واستغرق الأمر أيام ؟ هل يعقل أن أبقى منتظراً خارج الفرح؟


قلت لنفسي, لا لا لا , إنني أعرف أن صديقي لا يتأخر , سوف يعود و يكمل القصة, أعرفه جيداً، إنه لا يتحمل الفرح بل لا يكاد أن يصدق أن الفرح يلامس قلبه


ها هو قادم 


ماذا بك يا صديقي لماذا عدت بهذه السرعة؟ 


يا صديقي أتدري ماهي مشكلتي ؟ مشكلتي عندما أندمج في فرح ما وأغرق بجمال الناس من حولي و أطمئن نفسي أنني لست وحيداً , أتذكر أنّي وحيد وأن الفرقة هي الاصل وأن هذا التجمع ليس ملكي  ليس لي -


أنا صاحب الفرقة وصاحب الفراق. 


إنما شاركتهم بعض الوقت لحبي لهم ولحاجتهم لي , بل لحبي استشعار شعور الفرح والجماعة , يا صديقي عندما أجلس بين الذين كنت انتظرهم وانتظر فرحهم اشعر بشعور غريب.


 وما هو هذا الشعور؟-


يا صديقي شعور منهك , يا صديقي أشعر أن بعد هذه اللذة حسرة, نعم حسرة لانني عند نهاية الفرح لن أذهب معهم , سوف أبقى وحدي مرة اخرى, سوف أخذل مرة ثانية, يا صديقي أتفهم ما أعنيه, أعني أنني-


  غير قادر على توديع من أحب , ونفس الوقت غير قادر على الذهاب معهم , يا صديقي اتضحت الصورة ؟


لأبين لك الامر بطريقة أوضح ,إني متقين أن بعد الطمأنينة اشتياق وحرقة 


كل الناس تشارك الأفراح ومن ثم تذهب مع أحد المشاركين 


لكني يا صديقي أنا مفصول عن الجميع, لا أحد ياخذني معه ولا آخذ أحداً معي 


لذلك يا صديقي, أفضل الهروب قبل نهاية الفرح, قبل الوداع , لا بأس لو كان هناك احد معي , ممكن أن أكون قادراً على توديع الآخرين, لكن يا صديقي, أتيت وحيداً و سوف أرجع وحدي.


هذا كل ما في الأمر ياصديقي


أتمنى تكون اتضحت الصورة 

  2
  4
 0
مواضيع مشابهة

17 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  2
  7
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال