ما أجملَهُ عاشقاً

20 مارس  .   2 دقيقة قراءة  .    499

عشّاق

 

العشقُ في عيونِ الرّجُلِ يستهويني، أرى فيهم لمعاتِ جنونٍ ممزوجةً بخوفٍ وسعادة.
أحبّّ أنْ أسمعَ الرِّجالَ يتكلّمونَ عن غراميّاتهم، عن حُبّهم في التّملُّكِ ورغبتِهم في السّيطرة.
"إنّها لي". لهُ جمالُها، رِقّتُها وأنوثتُها له تفاصيلُ جسدِها ونعومةُ ملمسِها.
"إنّها مُلكي" يمتلكُها عشيقةً في فراشهِ، أميرةً على عرشِ قلبِهِ وسيّدةَ منزلِه.
أراهُ يزيدُ رجولةً عندما يتكلّمُ عن قصّةِ حُبّهِ ووفائِهِ لحبيبةٍ أعطاها مِنَ المشاعرِ الكثيرَ ومنَ الحنّيِّةِ أكثر.
لا أنسى رجلاً رأيتُهُ جليسَ الأرضِ أمامَ غرفةِ العمليّاتِ ينتظرُ خروجَ حبيبتِهِ بسلامةٍ، وعندما فُتحَ البابُ تقدّمَ منَ السّريرِ بخطواتٍ قلقةٍ ،لَمَسَها، قبّلها وبكى لآلامها.
لا أنسى رجُلاً أبكاهُ حُزنُ أميرتِهِ وبهدفِ إسعادِها لامسَ السّماءَ ونجومَها.
لا أنسى رجُلاً بقيَ عازباً نصفَ عُمرِهِ ينتظرُ فتاةَ أحلامِهِ لِتُصبحَ مُلكَهُ ولكنّهُ انتصرَ في النّهاية.
لا أنسى رجُلاً لأجلِ عيدِ زوجتهِ حضّرَ المفاجأةَ السّارةَ وجمعَ لها أحبّاءَها وعلى ضوءِ الشّموعِ قبّلها قائلاً:" مزيداً منَ العمرِ ومزيداً من الصّفحاتِ في قصّةِ عشقنا".
لا أنسى رجُلاً يدعمُ زوجتَهُ في عملِها ويُصفِّقُ لتطوُّرِها ونجاحاتِها ويواكبُ مسيرتَها في شتّى الميادين.
لا أنسى رجُلاً في ليلةٍ عَزفَ عنِ النّومِ خوفًا على شريكةِ عمرهِ المريضةِ  فسهرَ اللّيلَ يتأملُها حيناً ويداويها أحيانًا.
كاذبٌ مَنْ يربطُ الرّجولةَ بالقسوةِ والجفاءِ، فالرّجولةُ الحقيقيّةُ فيضٌ من حُبّ، من اهتمامٍ ومن حُسنِ المعاملة.

  1
  3
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال