مَزمارُ القبيلةِ... لا يُجيدُ الوداع

22 يونيو  .   2 دقيقة قراءة  .    257

Illustrated Ai

 

على الرملِ
يمشي البيانُ كسِربِ نعامٍ،
وفي الخلفِ
تَجري الخُطى
بالمقلوبْ.

يُقايضُنا شيخُ القبيلةِ
بأنفاسِنا
مقعدًا في "الندوةِ العظمى"،
حيثُ تُغزلُ أوتارُ "حُرّيةٍ"
من خُيوطِ الحريرِ العربي …
والحُطَبْ!

يُصفّقُ للموتِ
خطيبٌ أليفْ،
ويشكرُ قصفَ الطائراتِ
لأنَّ "الدُخانَ
علامةُ نَصرٍ… قَريبْ!"

إذا صاحَ طفلٌ:
أعيدوا خُبزي!
أجابوه:
"كُن شاعِرًا،
واكْتُبِ الآنَ مِلْحَ القصيدْ !"

وإن صاحَ آخرُ:
أعيدوا سِلاحي!
دعاهُ المذيعُ
لبرنامجِ "فجرِ التفاوضِ"،
كي يتعلّم
فنَّ التوقيعِ
فوقَ القنابلِ
بالأُزرقِ الناعم النظيفْ!

لهم طاولةٌ
من خشبِ "المبادرةِ العاشرةْ"،
يُقَرِّبُ فيها الوزيرُ القِصاصَ
من القاتلِ
بالملاعقِ
والقُبلاتِ…
وأكوابِ النَعْنَع!

على هامشِ الحربِ،
تعزفُ قناةُ "الحيادْ"
أغانيَ وَطنٍ
من إنتاجِ شركةِ الغازْ،
ويَرْقُصُ وجهُ "القضيّةْ"
بمساحيقِ ماركةِ  "سِتْرَاتيجْ"!

هنا شيخُ قبيلةٍ
يعدّ الكراسي،
ويقفزُ من حُلمِ خيمتهِ
نحوَ حصّالةِ البنكِ…
ثم يعودُ بآياتِ نصرٍ
منقوشةٍ
فوقَ ريشِ النعامْ!

ويُروى – على هامشِ مؤتمرِ الخذلان –
أنّ الزمانَ
أضاعَ العُروبةَ
حينَ رآها تُقَبّلُ سيفَ الجلادْ،
وتَخشى
صَريرَ المَدى!
 

وإن جئتَ تسأل:
"أما مِن صلاحٍ؟"
سيخرجُ مُفتي القبيلةِ
من بينِ كُتُبِ الصمتِ
يقرأُ:

"عسى أن تكونَ الهزيمةُ خيرًا..."
ثمّ يَختفي
في الظِلالْ.
 

منذر ابو حلتم


 

  0
  0
 0
مواضيع مشابهة

15 يوليو  .  2 دقيقة قراءة

  1
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال