خليل عبد اللطيف والفن اعادة تشغيل الروح في الفرات

Aboud Salman

20 مارس  .   7 دقائق قراءة  .    1261

 
الروح المبدعة من هول العناق ،تجربة فنية وحياة في سيرة رحى الايام الكامنة في تجربة التشكيلي والناقد السوري خليل عبد اللطيف البدراني، فنان الفرات العلامة الفارقة للزمن القادم بديرالزور ،

ومن بؤس الايام الطويلة . ومن روح الالم والمعاناة يولد الفن النقي. في أصدق الحالات . وعن فحوى تاريخ أوجاع الناس. وفي هذه الخاصيّة يحترف بعض المبدعون السوريين. العلاج الشافي لنقد تلك الأوضاع المعيشية التي يعيشها الناس في منتخى الصدق اليومي. ولهذا اصبح الرسم الكاريكاتير فن خاص ومعبر عند الفنان والخطاط والناقد التشكيلي السوري خليل عبد اللطيف. وهو المدرّس بآداب اللغة الفرنسية . ويمارس الفن التشكيلي كهواية حرة ومستقلة بما ينتهجه الى جانب أعماله اليومية. ومن روحية الكتابة والرسم بالقلم الرصاص واقلام الفحم والالوان المائية. ومايتوفر لديه. خاصة أن عذبات المواطن السوري . والفنان السوري في ظل حصار الجهات الاربع. ومن هنا مطلوب من الإنسان السوري ان يبدع ويجاري اخر ماحققته العولمة. ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي  وغيرها ومن حوجر ماهية المعادلة الصعبة اخترع الفنان المبدع الاستاذ خليل عبد اللطيف ذلك الحل الامثل، أن يجد اي قلم حوله ناشف او جاف لين او مرن او يابس أو عتيق وعلى اي قصاصة ورق دفتر رسم او دفتر من ابناءه وطلابه ان يبدع لوحاته التي يريدها ان تكون شاهدة على العصر . تاريخ للتاريه والمؤرخين السوريين . حقيقة ان الابداع الانساني يولد من رحم المعاناة . وزحمها. ليذكرنا متحدث عن نفسه وفنه : 


(( أنا خليل عبد اللطيف ... فنان فراتي انهل في صوغ  عوالم لوحاتي  وكتاباتي . بإحساس ابن البيئة التي ولدت فيها . وبشكل طبيعي اعبر عن مدى حبي للفرات النهر والتاريخ والحضارة ولتراثه انا مخلص لشكل دائم في ابداعي . والذي اعتبره خزان معرفي لي . وثقافي  استمد منه موضوعي في  لوحاتي المفنوحة على المدى الابداعي حيث ارسم وجودي عبر اللوحة المفتونة بالرسم والخط . ومنها اجيد كتابة حول تاريخ الفن في المنطقة الشرقية في مدينتي شرق سوريا . حيث انا من مواليد "دير الزور" 1966، والفن كانت لدي موهبة واجتهاد شخصي . وممارسة في فعل عطاء مفتوح على كافة الاختيارات المتاحة . 

ومنها حصلت على أهلية التعليم الإعدادي قسم اللغة الفرنسية، جيث اعمل منذ سنوات  عديدة . وقد كانت مسيرة عمري وملامح شخصيتي التي تأثرت منذ طفولتي بأخي الأكبر الفنان "أحمد عبد اللطيف" الذي منعته الظروف من متابعة مشواره الفني في الرسم والخط العربي، فكان له الدور الأكبر في توجيهي إلى المتابعة في هذا المجال فتحول ميلي الفني شيئاً فشيئاً إلى هاجس رافقني منذ الطفولة المبكرة،

 ما لفت انتباه الأساتذة في مدرستي الابتدائية ورشحوني لأكون فيما بعد رائداً طليعياً في مجال الرسم وشاركت في معظم المهرجانات التي أقامتها منظمة الطلائع  آنذاك، ولكننني أعتبر انطلاقتي الأساسية كانت في المرحلة الإعدادية بإشراف الفنان المرحوم "هشام رمضان" الذي تعلمت على يديه أصول الفن التشكيلي وأسراره، بالإضافة إلى دوره الكبير في تزويدي بالثقافة الفنية ومعرفة الاتجاهات والمذاهب الفنية مبكراً حيث كان يزودني بالمصادر الفنية من كتب ومجلات مختصة، كما أتاح لي

 وجودي في مرسمه التعرف على فناني المحافظة وتجاربهم الفنية ومنهم الفنان "خالد الفراتي" والفنان "راسم الشيخ عطية" والفنان "وليد الشاهر" و"جمال شطيحي" وغيرهم . «من المراحل التي لا تنسى في حياتي الفترة التي عشتها في "دمشق" وشاءت الظروف أن يكون سكني مع مجموعة من الفنانين منهم "غسان سليمان" و"فاتح منديل" و"عبد الرزاق البسيس الهايس" فكان الكل يكتب ويرسم ما حول المنزل إلى مرسم صغير . تعلقت كثيراً بمادة الفحم إلى درجة تثير التساؤل حيث وصلت أعمالي فيها إلى خمسين عملاً معظمها يمثل تراث "دير الزور" وهذه المادة تعطي انطباعاً حقيقياً عن البعد التاريخي والحضاري للمدينة

 ما يجعلها أكثر صدقاً وواقعية . حاولت من خلال أعمالي في الكاريكاتير أن أصور الواقع الاجتماعي والسياسي وأن أقتنص المشاهد التي تعبر عن رأي الشارع، كما حاولت من خلال علاقاتي الجيدة مع الفنانين في "دير الزور" أن أعمل ولازالت على توثيق للحركة الفنية في هذه المحافظة، ورصد التجارب الفنية فيها، فرصدت أكثر من خمسين تجربة فنية، وكانت هذه التجربة بالتعاون مع بعض الفنانين مثل الفنان "عبد الجبار ناصيف" الذي كان له دور كبير في توجيهي ودعمي في هذا المجال وكذلك الفنان "غسان رمضان" الذي قدم لي الكثير في هذا المجال وكذلك الفنان المبدع "جمال شطيحي" . وهناك الكثير ))

اضاءات حول التجربة : 


كتب عنه الصحفي في الصفحة الثقافية 16 أيلول/سبتمبر 2019  جريدة الفرات السورية .رقم العدد:4348 . الشاعر السوري خالد جمعة قائلا :

(( تجليات البعد الفني عند خليل عبد اللطيف النظرة الفنيّة بدلالة عمقها تشي نحو فنان فراتي رسم اللوحة وكتب الخط وعبر رؤيته أشار ووثق للفن الفراتي بكل ما يحمل من تفاصيل وعمق تراثي وتاريخي ليترجم ثقافته الفنية وبعده الحسي لمعالم اللوحة التي تكوّن مصدر عاطفته وهي المسؤولية عن صناعة الوجدان الخيالي داخله ليبقى مع صيغ الألوان وتعابير الريشة وأبعاد القصبة ، ذلك جميعه ساهم في قراءته للوحة الفنية وأبعادها وتجلياتها ومنها انطلق ليقرأ النتاج الفني عند زملائه الفنانين . خليل عبد اللطيف ... 

فنان فراتي يصوغ لوحاته بإحساسه المرهف ومدى حبّه للفرات ولتراثه والذي يعتبره خزانا معرفيا وثقافيا يستمد منه موضوعات لوحاته . وما بين اللون والريشة ذهبت مخيلته لتستقر عند التراث لتبقى شاهداً على الأيام تحكي أيام دير الزور وحكاياتها بكل تفاصيلها . انخرط في اللوحة وتماهى معها وعشقها ... 

أحب تفاصيلها لتنطلق ريشته تحكي التراث ... لتبقى تصوغ حكايات غابت لتحكيها وترويها . من خلال كل ذلك استطاع عبد اللطيف أن يجوب عوالم الفن دراسة وتحليلاً لجميع نتاج فناني الفرات والمدراس الفنية التي ينتمي كل واحد منهم في محاولة منه لتوثيق ذلك الفن وليكون لبنة يؤسس لها كتاب فني توثيقي يعتزم إصداره يختص بالحركة الفنية في المحافظة . فاللوحة لديه واضحة المعالم يجسد فيها عمق الرغبة لديه في ايداع طابع خاص يعرف به وخصوصاً التراثية منها التي تجسد التراث الفراتي ببيوتاته وحاراته ومآذن جوامعه وشاطئها الفراتي . ترى من خلالها رؤيته الفنية بالأبعاد والموقع ومساحة اللون والظل

 وأنت تجوب معالم اللوحة التي ينتقيها ليثبت لدى المتلقي طابعه الخاص وهو يتعامل مع الفحم ويطوعه كلون عميق التأثير بتدرجاته ليضعها أمامنا نستلهم منها حكاية التراث . واللوحة الفنية عند عبد اللطيف لها بعدها التاريخي والفني والتراثي تشتمل على معاني كثيرة لذلك يهتم بإخراجها لتتشارك لديه عنصري الحياة والخيال معاً عبر تقنية فنية تشكيلية

 وإعطاء اللوحة تأثيراتها الحسية لجذب المتلقي ووضعه في مضمون اللوحة وربما كل ذلك يتأتى عبر اكتنازه للثقافة وخصوصا الفنية ومعرفة مفردات التراث ومايحتويه حتى يعيد صياغته بالشكل الذي يتبعه وبرؤته الخاصة مشيرا بذات الوقت إلى التجسيد الروحي والفكرة الملموسة من خلال الجاذبية التي تتملك المشاهد وهو يتابع تنوع اللوحات لديه . 

 

كل ذلك جعل الفنان خليل عبد اللطيف أن ينطلق ليجد تشكيلاً جديداً للخط العربي يعبر بشكل أو بآخر عن مفهوم الخط لديه فهو لا يعتمد نوعاً أو مدرسة يتبعها بل يحاول أن يقيم على مسطحات اللوحة تعبيراً مغايراً بهندسة غير مستقرة تعتمد الكثافة والشفافية لتكون أكثر تأثيراً وعمقاً.))

وقال عنه الفنان التشكيلي  الرائد التشكيلي السوري الكبير وليد الشاهر :

(( خليل عبد اللطيف فنان مجتهد يعمل على تطوير تجربته الفنية التي أعتبرها واعدة بالمزيد من الإبداعات، إذا استمر بهذا النشاط من التعلم والتدريب الفني، كما عرفته كصحفي مميز من خلال المقابلة التي أجراها معي يبحث عن تفاصيل فنية مهمة في الأعمال التشكيلية ))

قراءة : عبود سلمان / كندا

ادمنتون/ البرتا

  4
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال