ماذا تريد أن تكتب اليوم؟
أهلاً بكم
"

مرداد

"، مِنصَّة تَواصُلٍ اجتِماعيٍّ
مُخصَّصةٌ للثَّقافة والفنّ والعلم والأدب.
قد يهمّك
قد يهمّك

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية - 1

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية - 1

التكرار والاجترار سلوكان يؤديان لامحالة،إلى "موت الفن" ونهايته"، كما عبر عنذلك هيغل في " جماليته".ورغم أن هيغل كان يتحدث عن الفن الرومنتيكي المرتبط بالغرب المسيحي في القرون الوسطى، والذي بزغ من جديد خلال الفترة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في العمارة والتصوير، فهو يرى أن كل مراحل هذا الفن قد تم تجاوزها، عبر استنفاد مواضيعها وأشكالها التي على خلفيتها تتأسس جماليتها. فهيغل يرى أن الفنانين ضربوا "صفحا عن تفكيرهم" وأصبحوا عاجزين عن تجديد أنفسهم وممارساتهم.  نتساءل ما إذا كانت تنبؤات هيغل منذ بدايات القرن التاسع عشر، و هو يربط بين التكرار والاجترار ونهاية الفن، وأن كل الموضوعات والأشكال الفنية قد استنزفت طاقاتها، ولم يبق منها شيء يمكن أخذه، لتصدق تلك التنبؤات كذلك على من جاء بعده من فنانين وما ظهر من تيارات واتجاهات طليعية وغيرها. "ولهذا لا يمتنع المنددون بالفن المعاصر عن الإشادة بهذا التوقع – وهذا قبل قرنين من الزمن -بالانحطاط الذي يشهده الابداع الفني اليوم"(جيمنيز). هناك من الباحثين والنقاد من لا يتفق مع الأطروحة الهيغلية بل منهم من يرى أن تلك التنبؤات كانت إعلانا مسبقا عن "ميلاد الفن الحديث والجمالية كعلم للفن"(جيمنيز). 

 نتساءلإذا كان التكراروالاجترار الذي تعيشهالحركة التشكيلية بالعالمالعربي ليس إلاعرضا مرضيا قد يعلن مستقبلا، عن موتالفن ونهايته؟

...

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

  0
  0
  0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
ماذا قالوا عن مرداد
قد يُعجبك

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2-

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -2-

يفتقد تاريخ المثقف العربي إلى الاستمرارية وتتخلله "الحلقة المفقودة" التي أشرنا إليها في مقال سابق. ترى أين تتمركز بالضبط هذه الحلقة؟
إن تاريخنا الثقافي يبنى على تاريخ الأسر التي حكمت العالم العربي/الإسلامي عبر التاريخ، فنقول مثلا الشعر الأموي والأدب العباسي وهكذا، وحينما يصنف المؤرخون الثقافة والفكر العربيين على شاكلة التصنيف الأوروبي أي بالفترات الزمانية، نجدهم يقسمان هذا التاريخ إلى فترتين تاريخيتين: "الثقافة العربية في العصور الوسطى والثقافة العربية في العصر الحديث".
انطلاقا من هذا التصنيف يغيب "العصر القديم" الذي لا تقل أهميته على مستوى المرجعية الفكرية والثقافية والمجتمعية وحتى الإيديولوجية. فغيابه يجعل تلك القرون الوسطى العربية "تفتقد الطرف الآخر الذي يبرر وسْطويتها". تحدثنا في مقال سابق عن الازدواجية المؤلمة التي يعاني منها المثقف العربي، التي تجد لها أرضا خصبة في التصنيف التاريخي للثقافة العربية، ففي الوقت الذي نؤرخ فيه للقرون الوسطى تجدنا نستعمل التاريخي الهجري وحينما ننتقل الى العصر الحديث، عصر النهضة العربية، نستعمل التاريخ الميلادي. تاريخ القرون الوسطى يزامن القرنين السابع أو الثامن الهجريين (القرن الخامس عشر الميلادي)، وعصر النهضة العربية يبدأ مع بداية القرن التاسع عشر، ومن تم ندرك غياب فترة تاريخية ممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر الميلاديين، وهذه الفترة هي التي تشكل الحلقة المفقودة وغيابها يخلق "ثغرة مشوشة في الوعي العربي".
الخلاصة أننا كعرب نعيش تاريخا "ممزقا" على مستوى الفكر والثقافة والفن وبالتالي على مستوى الوجود. إنه تاريخ يتطلب منا إعادة كتابته وتأريخ فتراته بكل دقة وموضوعية ومنهجية.
إن الفكر الغربي لم يعش نفس الوضعية المأساوية التي عانى منها الفكر العربي وما يزال، لم يفقد أية حلقة من حلقات سلسلة مساره التاريخي. فالفكر الغربي لم يشهد استعمارا يمزقه ولا استغرابا يواجه استشرا قا، يفتت صفحات تاريخه. حقيقة كانت هناك ثورات سياسية وثقافية وفنية شهدتها أقطار أوربا، لكنها انتهت بها إلى الوحدة ولمِّ الشمل، ثورات نبعت شرارتها من عمق أرض أوروبا نفسها، و كانت تلك الثورات تؤطرها نظِّريات فلسفية ويُنظِّر لها مفكرون خلقوا لتلك المهمة وكأنهم أنبياء: عصر النهضة وما لحق به من نظريات حول الأنسنة والحرية والرؤى المثالية، وعقلنة المنظور وإخراجه من الإمبيرقية، ثم عصر الأنور وما ارتبط به من عقلنة ديكارتية وأفكار روسو وفولتير ومنتسكيو وكنط وهيغل واللائحة طويلة... ثم أحداث القرن التاسع عشر وثوراتها العلمية واختراعاتها التكنولوجية ، والانفتاح على ثقافات أمم وحضارات كانت منسية وممسوحة من صفحات تاريخ الإنسانية، فجاءت الحداثة الفنية* التي تنبأ بميلادها هيغل في "جماليته" حينما تحدث عن موت الفن. وظهر فنان الحياة الحديثة حسب تعبير بودلير، الذي يتميز بالفردية والحرية في التعبير والمبادرة والثورة على التقاليد الأكاديمية والعمل الجماعي والاستسقاء من أغوار آبار أمم غير أوروبية... كل تلك الأحداث التي شكلت الثورات الفنية لم تبرز إلى السطح، بعد سبات ثقافي Hibernation culturelle، لم يكن هناك ما يجعلها تخلد إلى النوم كما خلد الفكر العربي طيلة ستة قرون إلى الأحلام في الظلام. الفن الحديث كان مستيقظا يقظا، واعيا حينما غمس رأسه 

يرشف من مياه الحضارات التي بات يظنها عكرة، لكنه عرف كيف يصفي ما يشرب.
يدعي مؤرخو الحداثة الأوروبية أنها شكلت قطيعة مع الماضي الثقافي والفني الأوروبيين لتبني ذاتها انطلاقا من معايير وضعتها لنفسها. ربما أن هذا يصدق على الحداثة في ميادين غير الفن، أما الحداثة الفنية الغربية فقد اتخذت لنفسها مرجعيات ماضوية، ترتبط بتراث أمم غير أوروبية، فنجدها تحارب على سطح الأرض وفي نفس الوقت تسلح ذاتها من معادن وخامات تحت أرضية، تثور على سياسة الصالونات والقواعد التي كانت سلاحا في أيدي الأكاديمية الفنية تقرع به الرؤوس، فإما ترد المقرَع رأسُه إلى الصواب والطريق المستقيم أو تطرقه بقوة فتقتله بصفة نهائية، وفي ذات الوقت تفتح صدرها لما يتناثر عليه من كنوز الحضارات التي كشفت الستار عنها: الأقنعة الإفريقية والمنحوتات الطوطمية والرسوم اليابانية Estampes japonaises، والخطوط الصينية... وشيء آخر قلما يذكره المؤرخون الفرنسيون على الخصوص لتعنتهم وشوفينيتهم المفرطة، وهو الفنون العربية الإسلامية.
إن "الثقافة الأوروبية الحديثة في بداية أمرها (كانت) إعادة إنتاج للثقافة العربية الإسلامية. وإذن فحضور الثقافة العربية الإسلامية في التاريخ الثقافي العالمي "الأوروبي" حضور مؤسِّس، وليس مجرد حضور الوسيط المؤقت." إن تاريخ الفن العالمي يوفر لنا شهادات فنانين غربين عديدين تأثروا كثيرا وكثيرا بالفن الإسلامي وجماليته، ولا تقف المؤثرات عند الخط العربي وحسب، بل تصل إلى سبر أغوار جمالية الفن الإسلامي،*** وبالمناسبة يمكن استحضار التكوينات الهندسية عند فكتور فزاريلي Victor Vasarely(1906-1997)، واللون الصرف والشكل الصرف المتحررين المستقلين عن المضامين التشبيهية، عند فسيلي كاندينسكي Vassili Kandinsky (1866-1944)، وبول كلي Paul Klee (1879-1940)، وجميع رواد التجريد بنوعيه الهندسي والغنائي. ثم الفضاء الممدود إلى ما لانهاية كما هي تكوينات الفن التجريدي الإسلامي المبنية أساسا على ثنائية الفراغ مقابل الفضاء العامر وما أسماه ألكسندر ببادوبول وA. Papadopoulos ** (l’horreur du vide)، أي الفزع من الفراغ، الذي يشكل مكونا رئيسيا وأساسيا في جمالية الفن الإسلامي، فكل هذه مفاهيم اعتمدها الفن الحديث الأوروبي، وكما أشرت قلما يذكرها كتابه ومؤرخوه ونقاده. فنجدهم يذكرون ما استفادته التجارب التشكيلية العربية من فنانيهم الحداثيين ولا يعترفون بما أعطاه الفن الإسلامي للفن الحديث!

...

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

  0
  0
  0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -3-

التكرار والاجترار من سمات الحداثة الفنية -3-

إن التاريخ "الممزق" الذي نعيشه كما أوضحنا آنفا وبينا بعض أسباب تمزقه وتشظيه، وما خلفه ذلك من آثار سلبية على فكرنا وثقافتنا وفنوننا الحديثة والمعاصرة، يحدد هويتنا الثقافية وجنسيتنا الفكرية، تلك الهوية التي لم نستطع بعد الوقوف على معالمها، وتحديد بنياتها التي تتنازعها أيادي التاريخ "الممزق" وترمي بها على حافات جزر لا يربط بينها رابط، ولا يمكن اختراق حدود الواحدة منها للوصول إلى الأخرى. إن تاريخ الفكر العربي، وحينما أتحدث عن الفكر العربي في مجمله، لا أستثني "الفكر التشكيلي" إذا صح هذا التعبير، نجده كما بين ذلك محمد عابد الجابري، تتجاذبه حقب تاريخية ثلاث: العصر الجاهلي والإسلام والعصر الحديث، مع العلم أن العصر الجاهلي يعد فترة "ما قبل التاريخ" وأن الإسلام كان بداية للتاريخ، مع عمليات التدوين التي شملت جميع فروع الثقافة العربية من علوم الدين وعلوم الكلام وترجمات وغير ذلك،  

نتساءل إذا كان جائزا إسقاط التحقيب نفسه على تاريخ الحركة التشكيلية العربية، واعتبار ما قبل ستينات القرن الماضي فترة ما قبل تاريخية، ومن بداية الستينات إلى أواسط الثمانينات، مرحلة ازدهار، فيها تنمى نسبيا الوعي بالذات المبدعة وتشكلت نواة "الحداثة التشكيلية العربية". واعتبار ما جاء بعد الثمانينات، فترة غير واضحة المعالم تميزت بالتعددية والتراكم والفوضى والتكرار والتهجين. 

...

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

  0
  0
  0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

العنوان

العنوان

.

23 أكتوبر . 3 دقائق قراءة

  0
  1
  0
  • أرسل تقرير
  • إخفاء هذا المقال
  • إخفاء مقالات هذا الكاتب
ماذا قالوا عن مرداد

منصة مرداد واحة للفكر والابداع وتلاقح الأفكار .. مرداد مساحة حرة للتعبير عن المشاعر والاطلاع على تجارب الآخرين .. منصة مرداد هي بوصلة لكل باحث عن المعرفة بلغتنا الأم اللغة العربية .. تتميز منصة مرداد باسمها الجميل المستوحى من عنوان كتاب فلسفي صوفي وضعه الكاتب القدير ميخائيل نعيمة.. منصة مرداد تعيدنا إلى ذاتنا..وتردنا إلى جوهرنا لننجو من هذا الهراء المحيط بنا..

"لَكَم ساءنا ابتعاد أقراننا عن القراءة، وابتعادهم، إن قرؤوا، عن القراءة بلغتهم العربيّة الأم، ولَكَم ساءنا فقر الفضاء الالكتروني بمحتوىً عربيٍّ ذي قيمةٍ فكريّة، بعيداً عن الابتذال والرسائل الدعائية الموجّهة ذات البعد الاستهلاكيّ البحت، ولَكَم اعترانا يأسٌ وشعورٌ بالوحدة وشبه قناعة أنّنا ما عدنا نشبه محيطنا بشيء، وأنّ من يشاطروننا الاهتمامات ويوازوننا سويّةً فكريّة، باتوا قلّةً مبعثرةً في الشّتات، ولَكَم افتقدنا إلى من يحفّز فينا ما كمُن من إبداعٍ راقدٍ بفعل تسارع عجلة الحياة اليوميّة والمهْنيّة التي ما عادت تتلاقى بالضرورة مع مواضع شغفنا. إلى أن أبصرت النّور منصّة "مرداد" فردّت لنا أملاً خبا وأثرت فكرنا وحواسنا بكلّ ذي قيمة، وقرّبت المتباعدين من ذوي الكفاءات الثقافية ووصلت بينهم بخيوطٍ متينة، وكانت لهم منصّة تعبيرٍ لا حدود لسمائها. لَكَم تهكّمنا على من دأب على مواساتنا بأنّ هناك بصيص ضوءٍ في آخر النّفق، إلى أن تبيّنّا أنّ "مرداد" هي ما كنّا ننتظره."

إذا كان الرسم والشطرنج وغيرها من الابداعات الانسانية موهبة فطرية في جزء منه فهو في جزئه الأهم تعلّمٌ وتحصيلٌ معرفي وثقافةٌ مكتسبةٌ، وهو ما تحاول منصة مرداد تحقيقه في النقد التشكيلي. فشكراً لهذه المؤسسة الثقافية الهادفة.

يستخدم موقع "مِرْداد" ملفّات تعريف الارتباط Cookies . باستخدامك موقع مرداد
فإنَّكَ توافق على سياسة الخصوصية ، بما فيها سياسة ملفّات تعريف الارتباط .
X