صُراخ - "لماذا سَراب البَوح يتمرّغ تحت شُرفتي"

01 يناير  .   1 دقيقة قراءة  .    579

سكارى قريبا مني،

فحيح أنفاسهم المكترثة بالصراخ تغتالني.

أرغب بالصراخ،

وحولي ترده الأسوار،

هدية غير مرغوب بها.

السماء تقابلني بصمت فظيع،

رغم أن صوت مزراب ما،

ينبئ بأن بوحا،

قد سُكب.

مثل معتوه،

أو طفيلي،

أستكشف الشارع أسفل الشرفة،

أكدس نظراتي أرتالا،

هناك لون ما،

لعله البوح الذي أنتظر.

أردد كثيرا للحرية،

مثل معتقل،

يلوح له الأخضر،

فيبسط ذراعيه،

ثم يعود، يشبكهما،

ويلقي سؤالا.

ليس من جواب على أي سؤال.

لماذا أنا،

لماذا ذاك يصرخ،

وتلك تضحك بفيه شبق للقبل،

ولماذا المزراب يخدعني،

ولماذا سراب البوح يتمرغ تحت شرفتي،

ولماذا من بين الجموع،

تطيح بي الأقدار،

وأنا العاشق لأجنحة الطيور،

وخفق الفراشات،

المرتل للأغاني قصائد من شجو، ومن لؤلؤ.

أطرح جسدا يحمل خطيئة الكلمات،

والأفعال،

وأنتظر.

ترى،

كم عاما سأنتظر،

وكم غيثا سأستجدي،

وكم من ضحك،

وكوميديا سوداء،

تصطفق في عمقي.

هل تراني الوهم،

أم ظله،

أم مصاطب الخيل اللاهثة بين الأسرار،

أم....

إذا، لم أتخيل،

ها هي المزاريب ترقص،

لم تعد لرائحة السكارى ذاك العبث في دمي،

وانتظاري..

  1
  2
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال