01 يناير .
2 دقيقة قراءة .
737
لطالما رفضْتُ الموضوعَ،
لطالما قلْتُ أنّكَ ستلزم أدراجَكَ،
لطالما كنتَ الكوكبَ الّذي لا يتحرّك.
وها أنا اليوم أكتبُ.
أكتبُ ما أخشى التّصديقَ.
أخافُ الاعترافَ بأنّكَ ستكون السّبيلَ.
أتَسْأَل من أنتَ؟
أنتَ الّذي تراني حين لا أراك
وأراكَ حين لا تراني.
فكيف ينمو الزرعُ بعدَ العاصفةِ المميتة؟
هادىءٌ أنتَ وهادئةٌ أنا،
لا تقولُ شيئاً بل أنا الّتي لا تستطيع إلّا أن تبوحَ.
يا مراتي، يا توأم الرّوح،
يا أيّها الأنا في المكان الآخر
يا أيّها الأنا في العقل الآخر
يا أيّها الأنا في الهواء الآخر.
دَعْكَ منّي،
عُدْ أدراجَكَ وأبعِدْ ظلَّكَ عنّي.
أخافُ أن تصبحَ حكايتُكَ الأقسى
ولا أريدُ أن أكون أنا الأقسى
لأنَّكَ أنتَ لسْتَ الأنا.
أخافُ الهدوءَ، أخافُ الغموضَ،
أخافُ الخِلْسةَ وأخشى الحيرةَ.
مضطربٌ عقلي،
مغلقٌ ومنشرِحٌ قلبي،
الفوضى تعتمرُني والأسئلةُ تُرهِقُني.
أقفُ أمام البابِ الضيِّقِ أنتظرُكَ
ولا أريدُكَ أن تزورَني.
فهل السّبيلُ في الفرارِ أم الحياةُ في اللّقاء؟
يا أيّها القاتلُ والضحية،
لم تكُنْ تعني لي شيئاً والآن بِتَّ تعني أشياءَ.
ألا تكُنَّ لي بعضَ التّفسيرَ؟
ها أنا أتأمّلُكَ وكلّ شيءٍ باتَ يعجبني
أنا، الّتي لا شيءَ يعجبني، باتَ الغموض يجذبُني.
فلا تخَفْ،
لقدْ أزلْتُ عن قلبي جميع الغبار
وانتشلْتُ عن الصمّامِ جميع الأحجار،
فبدأ قلبي يرتوي قطرةً قطرة
وبدْتُ مضرّجة بالمشاعر والأحاسيسَ
فأصبحتُ أحلمَ أن أموتَ بكَ أكثر
فهل ستعدمُني؟
أم أنا أنتظر ما لا يُنتَظَرَ؟