31 يوليو .
3 دقائق قراءة .
559
تلك الحكايات الّتي لم أحْكِ لك منها إلاّ القليل لا تزال بقاياها يا أبي جاثمة في مكامنها تنتظر من يستحقّ سماعها . كلّ من فكّرت بهم إنتبهت أنّهم يستمعون لي بآذانهم فحسب . لا أحد غيرك يستمع لي بقلبه و عقله حين ألقي على مسامعه متاعبي أو مسراتي على حد سواء . لذلك لا أرى إلى اليوم غيرك جديرا بأن تنثرَ أمامه بكلّ تفاصيلها الصّغيرة و الكبيرة حكاياتي المتراكمة . حتى تلك التي لم تكن لتنال إعجابك لو قلتها و قد ينالني بسببها تقريعك الشّديد .. . قرّرت أن أبسط أمامك كلّ الّذي كُنتُهُ وحدي و كلّ الّذي تمنّيت أن أكونه ولم يكن المرغوب متاحا ... .لكنّك لم تمهلني لأعترف .. كنت قاسيا فرحلت أو لعلي
أنا الذي كنت قاسيا فتأخرت ... ادرك الآن أنك كنت تنتظر بصبر المحبّ , فأنا كلّما استرجعت آخر الذكريات ترائى لي قلبك مبتسما بعينيك كلّما تبادلت معك الحديث .. كنت على عجل أغلب المرّات , لم أفهم حينها أنّ المشاغل سارقة لن تنتهي أبدا .. كانت تسرقني الأحداث . و كنت على صبر جميل ... أتعبني الإحتفاظ بي بعيدا عن عينيك .. أرَاني حِمْلا ثقيلا على بقايايا بعد رحيلك الموجع .. لست أقوى يا أبي على أن أتحمَّلني صَلْدا كما توهّمتُ ذاتي أمامك .. فالغياب كفيل بصنع هشاشة بالرُّوح لا مثيل لها .. ليس أصعب من الاحتفاظ بكلام نودّ قوله لمن نحبّ و لا نسطتيع لأنّ أبواب الغياب قرّرت سحب الإمتياز .. عشرية مرّت منذ رحيلك لم تغيّر عناوين الحكايات الّتي أحبّ سردها لك .يؤلمني ألاّ أقول لك عيدا سعيدا و أسمع منك ردّ الامنيات ... فالقول الجاثم في الحلق متعبٌ حينَ نفتقد صداه .
ـ بقلم عامر علي إبراهيم ـ