18 أغسطس . 2 دقيقة قراءة . 681
تجاذبتُ أطرافَ الحديث أنا ورفيقتي عن أسوأ شعور يصيب الإنسان، فأجابتني بدون ترددٍ أنه الفقد، وأوضحتُ لها رأيي بأنّ المنتصف هو الأسوأ، ثم تقاذفنا الآراء؛ لنثبتَ وجهاتِ نظرنا، فقالت أن الفقد ينخر عظام الروح، وأنه يتسبب في شعورٍ بأن القلب يتقلب وسط النيران، تشعر بأنّ روحَك تُنتزع نزعًا، فداهمتُها بمأساة المنتصف، عندما تتملك منكِ الحيرة، وتشعرين أنكِ في دوامةٍ تغمركِ بالأذى، تتخبّطين عاجزةً عن تحديد وجهتكِ، روحكِ حبيسة، مُحتجزة في صندوقٍ رماديّ، فأعماكِ عن باقي الألوان، لا تدرين كيف تأخذين الخطوة والمنتصف يلفكِ؟ فالتقدم مجازفة بالحياة والتراجع زهدٌ وقتلٌ للروح، حقًا التشوّش مرهق.
انتهينا، وعدتُ أدراجي، والحديث ما فتئ التسلل لبناتِ أفكاري، ثمّ تيقنتُ أننا لا نختلف بل نكملُ بعضنا، فما الاضطراب والفوضى إلا نتاج للفقد الذي يسلبنا كل ما نملك، ويُصَيّرنا عاجزين عن النجاة والتجاوز.
#رُفيده_أحمد
#رأفة