20 أغسطس . 2 دقيقة قراءة . 741
أولم أستصرخك يا روح؟!
أولم أحذرك من الأسر
ومن الحوم حولي هائمة
فتقعين في الفخ المنصوب؟
وصرخت فيك:
"لقد حصدك الفخ
فعلام تتلوين عبثاً
بين أنياب القيد؟"
إنه إيروس بذاته
من شد وثاق قيودك
ثم أشعل النيران فالتهمتك
ورقّط جبينك بقطرات المر
فيما تغوصين في الهلاك
ترفعين يد الظمأ مستسقية
فيصب لك دموعاً تغلي
اليوم في سعير تتقلبين
يا روحاً طلبت العذاب
تشهقين في غصة أنفاسك
فيتجمد صدرك في صقيع
أفهميني علام النَواح؟
أولم تُرضعي إيروس من صدرك
ذاك السفاح الصنديد
أولم تعلمي أنه تربى
ورضع حقداً وغلا عليكِ؟
فإن لم تعلمي
هاكِ
ذوقي جزاءك اليوم
في كل نَفَسٍ صقيع وجحيم
هما عليك مجتمعان
قد كان من لدنك قراراً
فذوقي العذاب فيما صنعت
زرعت الشوك
وحصدت العلقم
مغلياً في عسل يفور
فهيا كلي حصادك الأليم
من أشعار السوري ميلياغروس الجداري (140-70 ق.م)
ولد ميلياغروس بن إيوقراطيس حوالي العام 140 ق.م في جدارا (أم قيس حالياً)، وهي مدينة تشرف من سفح جبل على بحيرة طبريا، ثم انتقل إلى مدينة صور الفينيقية على ساحل البحر المتوسط، حيث كبر وترعرع، لكنه قضى شطرا كبيراً من حياته بعدها في جزيرة "كوس" اليونانية المقابلة لشواطئ آسيا الصغرى.
عاش شاعرنا عمراً مديداً، ويجد المؤرخون أنه قد ازدهر واشتهر في العصر السلوقي وما بعده، فمن المؤكد تاريخياً أنه كان معروفاً في عهد سلوقس السادس إيبيفانيس نيقاطور والذي حكم بين 95 ق.م و 96 ق.م. وتوفي حوالي العام 70 ق.م عن عمر ناهز الـ 70 عاماً.
يتميز هذا الشاعر بالريادة الأدبية التاريخية على عدة مستويات:
- رائد الشعر الإيروسي وأول من وظفوا إيروس أو كيوبيد في إطار جديد
- جامع أول أنطولوجيا في تاريخ البشرية
- ثاني شعراء السخرية المينيبية
- مصدر إلهام شخصية الأديب المينيبي
من كتاب إن كنت سوريا ...سلام – حقوق الطبع والنشر لدار التكوين - دمشق