حيرة الشمع

22 سبتمبر  .   1 دقيقة قراءة  .    522

Image by Brigitte from Pixabay

في آخر الليل

في الضوء الرمادي الذي يشبه

رائحة العتمة ..

يتئاءب تمثال في الصالة الباردة ..

هادئ متحف الشمع ..

وليس في الهواء هنا

سوى ما تنقله الريح

من اصداء مدينة  لا تنام ..

في الركن يسعل تمثال ويخطو خطوتين

ثم يسأل بحياد عن عود ثقاب ..

ليشعل سيجارة شمعية بين اصابعه ..

تسرح سيدة شمعية شعرها

قرب مرآة تستند على الجدار

وشيئا فشيئا تدب الحياة في القاعة

الرمادية الباردة ..

يتعالى الهمس .. يسير الجميع

بما يشبه الحياة

 في كل الجهات ..

ثم يعلو صوت احد التماثيل معلنا

احتفاله بالحياة ..

ودونما اتفاق يشاركه الجميع بهجة الاحتفال ..

ويبدأون الرقص والغناء

كم انتم بؤساء ..

قال تمثال حكيم عتيق ..

ولكن لم يلتفت اليه احد

كم انتم بؤساء .. !

لكن يدا باردة تمسك كتفه ..

 ويهمس تمثال حزين النظرات

دعهم يعيشون وهم الحياة يا صديقي …

فكلنا في رماد الضوء سواء …

وشيئا فشيئا ..

يندمجان في الرقص والغناء ..

قرب الباب كان حارس عجوز يتأمل بصمت

 حائرا ..

ويسأل كما يسأل في كل ليلة

كيف اعرف ان كنت انا احدهم ام لا ..؟

كيف اعرف انني لست سوى تمثال شمعي بارد

فاقد للذاكرة ..!!

 

منذر ابو حلتم 

  1
  5
 1
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
لينا شباني
24 سبتمبر
مدهشة
  0
  0
 1