الخيبة ..

25 سبتمبر  .   2 دقيقة قراءة  .    659

  ..  مرارة الخيبة   يدرك  كلّ من جرّبها قسوتها  .  ألم شنيع لا تزيله الاعتذارات  الهامشيّة … قبل اليوم كنت أعتقد أنّ الأمر لن يصل بيننا إلى الحدّ الّذي لا حدّ بعده . لكنّك  برغبة أو بغباء أوصلته إلى منتهاه  .  عنيدة لم تكلّفي نفسك مراقبة ما ينتجه لسانك من حماقات لا تغتفر  أو  حتّى اللّحاق بها  لإزالتها  قبل  فوات الأوان .  تعلمين إنّي كنت أتفهّم حالة الغضب الّتي تنتابك كلّما حلّ بيننا خصام .  و كم كنت أحاول رغم  الشّضايا أن  أطفئ  لهيبها  بالصّمت حينا  و باللّامبالاة  أحيانا  أخرى .  رغم عدم وجاهة حدوثها في أغلب المرّات ، كلّ خصاماتنا سببها تافه في نظر كلّ عاقل لكنّ نتائجها ككرة الثلج ، كلّما تدحرجت كلّما عظمت و صار ت عصيّة على  الإيقاف . هذه المرّة فقدت كلّّ قدرة على  ابتلاع ما جادت به قريحتك من أمنيات السّوء  رغم محاولاتي الكثيرة . كرصاصات طائشة  خرجت من مخزن سلاح ، كلمات علقميّة ، شديدة المرارة الى الحدّ الّذي لا يحتمله إنسان . أكثر من مرّة أردت التجاوز  و اعتبار ما حدث انفلات لغويّ غير مقصود في معناه  لكنّي اصطدمت بما في سجلّ السّوابق من مشابهات لم تترك لي فرصة لتبرئة قلبك ممّا انفلت منه  على سطح لسانك …  ذات خصام  قلت لك : قد تعبت من هذا الّذي يحصل بيننا . إنّه يجعلني أكره حياتي . فكان ردّك مفزعا : لا تتصوّر إنّي سأحزن إن فقدتها . أو لعلّك تنتظر منّي أن أرجو الله  إبعاد كلّ شرّ عنك …  لا تنتظر ذلك منّي . يومها سقط كلّّ الّذي لك في قلبي  في جبّّ عميق. تعلمين إنّي لم أردّ الفعل بأيّ قول  حينها غير الصّمت . و قبلت إعتذارك بعدها لكنّي صدقا  لم أعد نفس الّذي كنته قبل .. تجاوزت  و لم أنسى ، فثمة أشياء عصيّة على النسيان  حتّى و إن أردنا ذلك …  هذه المرّة أعيدت التجربة و ليس لديّ ال‘ستعداد لأتجاوز  بعد أن فقدت كل قدرة على النسيان . ..  لم يحدث أن تمنيت لك سوء و حدث أن جزعت  شديد الجزع كلّما أصابك سوء و لازلت كذلك . لكنّك على خلافي  تمنيت أن يصيبني السّوء  و أن أحتاجك و لا أجدك في عجزي. أمنيتك أن يصيبني السوء يوما  لتتشفي .. ابشري فقد أصابني ما تتمنين و بأشدّ مما تتوقّعين .. أن تخسر  من تحبّ بقناعة فذلك سوء ما بعده سوء آخر .

 

من رواية ولادة صمت . عامر علي ابراهيم .

  2
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال