25 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة . 212
السكينة شعورٌ ملائكي، ما إن يُزرع في قلبك، تنبت زهور الاطمئنان في جميع جوانبه، وأن تجد من يسْكنُ قلبُك في حضرته ليس بالأمر الهيّن، فالسكينة أعلى درجة من الحب، فما أجمل أن تجد من يحضن ميناؤه سفينَك، سيكون مختلفًا عن الجميع، له بريقٌ يميز روحه، ستجد نفسك تهرب منك لتلجأ إليه، في لقياه ستشعر كأنّك ما شقيتُ أبدًا، أن تجد السكينة معه، يعني أنه مَن يشعرك بالحياة، وفي غيابه يبدو العالم خاويًا، موحشًا، مؤلمًا، كأن في وجوده روحك تترجم طلاسم الحياة، وتفك شيفرتها، وجود صوته يرنّ عميقًا بداخلك، يشعرك بالأمان، جميلٌ كصدفةٍ حلوة في الزحام، أن تتذكر معه كل جميل، فتجد نفسك تتراقص على الموسيقى، ترشف قهوة باستمتاع، تتغنّى تحت المطر، تنسى معه همومك، أن يكون ذاك الشخص غيثًا لدروب حياتك، وبسكينته يُسكّن قلبك من اضطرابات الحياة المفجعة.
هل تعلم يقولون أننا لن نحصل على كل شيء في الحياة؟ كذبوا، فهم لم يتذوّقوا طعم السكينة، فوالله؛ لو ذاقوها، لشعروا بأن الدنيا حيزت لهم بحذافيرها، وفي غيابها سيشعرون بجوْر الدنيا عليهم، هل تدرك مدى جمال ذاك الشعور الذي تختفي في وجوده قسوة العالم! تصبح الحياة سائغةً كشربة ماء، وأخيرًا: ابحث عن السكينة، فأينما عثرتَ عليها، فهنيئًا لك، فقد وجدت الغيث الذي سيروي جدب روحك، ويرمّم شقوق قلبك.
#رُفيده_أحمد
#رأفة