ما بعد الرحيل

20 ديسمبر  .   2 دقيقة قراءة  .    528

ماذا أكتب

أعجز عن الكتابة بعد غيابه، فلا مشاعري تُترجَمُ ولا أفكاري منطقيّة؛ عناوينُ تتصدّرُ قائمة مسوّدتي، "رحيلك، غيابٌ إلمني، لحظةُوداعٍ ودموعُ الفراق". تاهتٌ مشاعري بين هذه العناوين وتبلّلتِ السّطورُ بدموع الضياع والشوق الحارق. فكيف لي أن احيا من بعده، وهو ليس برجلٍ عابرٍ في حياتي بل هو عنوانُ الرّجولة، أبحث عن عباراتٍ تليقُ به فتتعثّرُ كلمات اللّغة العربيّة  ولا أجدُ في سلّة الصّفاتِ ما يُعبّرُ عنه، فذراعُهُ وسادةٌ دافئة، نظراتُهُ كإشراقةِ شمسِ الشتاء، كلامُهُ دواءٌ يبلسمُ الجراحَ المستعصية.
ماذا أكتبُ وماذا أقولُ و أنا أعيشّ بلا قلبٍ وبلا روح؛  قلبي لحق به وروحي دخلت في غيبوبةٍ بعد رحيله وقلمي أصبح عجوزًا لا يخطو إلّا خطواتٍ خجولة.
قبالةَ النّافذةِ أنتظرُ قدومك من غربتك .أنت الحُبُّ والغرام لن تعيشَ من دوني. أنت طفلٌ لا يُسلخُ من حضنِ أمّهِ .أنت الصّديقُ الوفيّ الذي يبني الجسور ويمدُّ يدَ العون. أنت عيني الّتي تُريني العالم بأجمل صورة. أنت عكّازُ شبابي. أنت من اختصرتُ به رجالَ العالم: أبًا وأخًا كنتَ، حبيبًاوصديقًا تكونُ وعالمي ووجودي ستكون.

  2
  4
 0
مواضيع مشابهة

04 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  1
  6
 0

27 سبتمبر  .  1 دقيقة قراءة

  4
  10
 0

11 مايو  .  1 دقيقة قراءة

  1
  8
 0

29 سبتمبر  .  2 دقيقة قراءة

  0
  2
 0

31 مايو  .  1 دقيقة قراءة

  0
  6
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال