23 ديسمبر . 2 دقيقة قراءة . 730
جميلة فكرة مرداد، لا بل إنها في غاية الأهمية
أنا شخصيا استغنيت عن الفيس بوك بعد أن وجدت أن تمضيت الوقت في مرداد أفضل
لقد أثبتت فكرة هذه المنصة أن المرء في حالة نهم إلى فعل الكتابة والقراءة
وأنه يحتاج أن يصل إلى أعماقه في الآخرين من خلال فكرته وشعوره هو، وعبر أحرفه وأدواته فحسب.
وهذا ما لن تستطع تحقيقه أي وسيلة تواصل اجتماعي تهدف إلى المرئي الشكلي!
وإن كان من اقتراح فهو أن تتحول منصة مرداد إلى منصة بجميع اللغات...
عودة الي وكوني لست كاتبا ولا املك أدوات الكتابة الحرفية إلا أنني حاولت تجاوز ذلك كله، معبرا مرة عن حالات نفسية وأخرى عن خواطر عابرة
ونجح وأن أحسست بشعور التواصل مع نفسي أي مع تلك الأفكار والمشاعر.
حمل بي ذلك إلى استنتاج مفاده أن وسائل التواصل الاجتماعي تحمل ذبذبات الوسيلة نفسها وليست الأفراد
فنحن على تويتر لسنا موجودين إنما تويتر هو الموجود
وأنا وأنت لسنا على الفيس بوك إنما الفيس بوك نفسه، ذبذبته...
قد تعتقد أن ذلك ضربا من الجنون وهو فعلا كذلك!
من هنا فإن منصة مرداد تنجح وتتفوق في أن تكون أنت نفسك عليها أو بتعبير أصح ذبذبات من نفسك تعبر عنها فيما تكتبه عبر تلك المنصة، وأن تحدث تواصل ينتج عنه تواصل اجتماعي في الشبكة.
وبالتالي فإنه لا وجود هدر لطاقة النفس عبرها
ولاوجود لهوية تفرض عليك طريقة التواصل
انما هويتك الادبية هي ماتطرح نفسها على الأقل حتى وقت نشر هذه المشاركة.
لأن وسائل التواصل أيا كانت عرضة لعوامل كثيرة قد تحرفها عن مسارها.
الجميل أن الكتابة وحدها تكفي
فالكتابة فعل تواصل حتى ولو لم تلقى إجابة.
لأنه لو تفكرنا بأي روائي أو كاتب قبل ظهور وسائل الاتصال الاجتماعي، حين نشره كتاب ما، وعن تملكه حالة استفهام خيالية بعد النشر
فتوارده تلك الأسئلة:
من قرأ روايتي في آخر الليل؟
هل تلك الحسناء أحبت حبيبها كما أحبت بطلة روايتي حبيبها؟
وغيرها من أسئلة لا حصر لها، حاملة به إلى مرتبة حالمة من الخيال والإبداع وتجاوز الواقع...
الأن وفي مرداد بإمكاني أن أحزر على الكُتّاب أيضا
وان ألعب لعبة إخفاء الأسماء
فمجرد قراءة بعض الجمل حتى أقول نعم عرفت الكاتب وبالفعل أحزر!
فبالقراءة ترى وجه الكاتب و وجهته أيضا.
أحببت أيضا أن أتفاعل مع ما يكتبه أصدقاء مرداد
لأنني أؤمن بالحالة الداخلية، أو إن صح التعبير أقدرها جيدا ففيها معاناة الفرد وقصته
وهذه المعاناة لا تنفصل عن معاناة أي فرد آخر
بل هي جزء منها
فمعاناة الإنسان واحدة.
مرسال في عيد الميلاد إلى سكّان كوكب مرداد:
ولدنا كي نرى الدين في كل الأديان ونسمع الله في كل الآهات
ولدنا كي نخرج عن كل الأحزاب و السياسات ونعلو على فوق كل السيادات
ولدنا
كي ننصت لكل الفلسفات
ثم نناجي الحقيقة في همسات
ولدنا كي نسمع الأغان بكل اللغات
بكل الأصوات
ونرقص على شتى الإيقاعات
ولدنا كي نُحِب
كي نُحِب في الحب
ونُحِب في غياب الحب
ففي الحقيقة ماغاب الحب للحظة
ننام كي يستيقظ الحب
نسهر من أجل حب
نستيقظ كي ننعم بالحب
نصح فنمتن للحب
نمرض فندرك قيمة الحب
نحتار كي نختار الحب
ولدنا كي نكبر في الحب
نعمل في الحب
نعان في الحب
نتألم في الحب
نُنير في الحب
نموت في الحب
ونعود إلى الحب
إلى سكان هذا الكوكب الثقافي
أتمنى لكم أياما دافئة في هذا العيد
أحبكم
13 ديسمبر . 0 دقيقة قراءة