مواطن صالح

Kenan Dumat

28 فبراير  .   2 دقيقة قراءة  .    678

منذ شهر تقريباً سقط قلمي صريعاً على الأوراق البيضاء والتي بقيت بيضاء حتى الآن. لا شيء يدعو للتفاؤل، لا شيء يحرك الشغف والحماس.

ويوم قررت إيقاظه من سباته، وجدت نفسي مشفقاً عليه من واقع يزداد مرارة وتتسع حفرة السواد فيه.

لماذا عليه أن يستيقظ طالما ممنوع أن يكتب رأيه بكل صدق ووضوح؟! 

نعم ..

‏ليس مهماً أن يكون رأيك صائباً أم لا، ففي النهاية رأيك يعكس زاوية من زوايا الحقيقة، يحددها موقعك ونظرتك وعوامل كثيرة أخرى مختلفة.

هم يريدونك بلا رأي تماماً .. أغلبهم .. حتى أهلك أحياناً.

الغريب في الأمر أنك تُشْتَم في جميع الأحوال، لو اخترت اللون الأبيض أو فضلت الأسود ستكون خائناً في الحالتين، ولو وقفت على الحياد سيقال عنك "رمادي متذبذب" وخائن أيضاً، فالخيانة ليست سوى وجهة نظر!. 

وحتى لو فكرت يوماً _ مجرد التفكير _ أن تميل إلى لون آخر من باليت الالوان الكثيرة والجميلة المطروحة أمامك، ستسب ويكال لك من الصفات والتهم ما فيه العجب، ولا تستغرب أيضاً أن ينعتك جهبذ لطيف بالشذوذ .. نعم فالألوان صارت شذوذاً هذه الأيام لا سيما في عقول العرب الفرويديين، أقصد عقولهم التي "تحت" فمعظمهم لا يملك غيرها.

يعني .. خلاصة القول .. أنت أمام خيارين .. 

إما أن تنتحر وتخلص العالم الوردي الجميل من أفكارك الهدامة، أو أن تسير مع القطيع، في أي مكان أو مجلس كنت ما عليك سوى أن تسمع النغمة السائدة ثم تغرد معها، بهكذا تصبح محبوباً ومثقفاً و ((دخيل قلبه شو فهمان))، و ((ما في منه)). 

وتأكد أن تغير الموجة كلما تنقلت ..يستر عرضك لا تبهدلنا .. ركز .. ركز .. شي FM ، شي موجة متوسطة .. شي mbc .. روسيا اليوم .. CNN ، BBC .. الخ. المهم أن تحافظ على تركيزك، وستعتاد الأمر مع الوقت فيصبح من روتين حياتك أن تكون ((مكولك))، ومبروك عليك عزيزي لقب المواطن الصالح.

  0
  0
 0
مواضيع مشابهة

08 يناير  .  1 دقيقة قراءة

  2
  4
 0

06 مايو  .  0 دقيقة قراءة

  2
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال