اولغا وفاطمة .. والجنود

08 مارس  .   2 دقيقة قراءة  .    680

MotionAge Designs

 

على الحدود الباردة  

تقف ( اولغا ) بكامل اناقتها .. 

تمسح عينيها من دمعتين

على قبعتها يتجمع ثلج خفيف .. 

تجر حقيبة تشبه حقائب السفر

وبيدها الأخرى تمسك بيد ( يلينا )

طفلتها زرقاء العينين ... 

تمشي ( اولغا ) ببطء في صف طويل 

نحو حافلة تنقل اللاجئين الى ( وارسو )

 

* * * 

على الحاجز الأمني

بالقرب من مدينة اسمها القدس

تقف فاطمة منذ ساعات .. تحمل طفلتها  ( لينا )

ذات العامين ..

.. تمضغ شارول .. 

الجندية الشقراء العلكة دون مبالاة 

تحدق في هاتفها  بحزن .. وهي تحادث

 قريبا لها في اوكرانيا ..

 

***

وزير امريكي انيق 

يؤكد ما قاله وزير فرنسي

يفوقه اناقة ..

نحن ندين العدوان ..يقول الوزير بانجليزية فصحى 

ونحن نرفض الاحتلال .. تردد لندن بحزم كما يقول 

( بوريس )   ذو الشعر الأشقر المنكوش .. 

اوروربا  تصرخ .. تعلن موقفها  .. 

لا لاحتلال الشعوب .. ولا لاجتياح المدن الآمنة 

.. من بيته الأبيض يؤكد ( بايدن ) العجوز

ان الشعوب ستنتصر 

وان اوكرانيا الجريحة  ستنهض من جديد ..

وفي مجلس الأمن يندب العالم 

كل العالم 

ظلم المعتدين ..

ويشدد الحصار على موسكو ..

 

***

( اولغا ) تركب الحافلة المدفأة ..

يستقبلها الجند بالترحاب 

تلمع عشرات الكاميرات .. توثق دموع اولغا .. 

اللاجئة الحزينة ..

( يلينا ) ذات العينين الزرقاوين تحتضن دميتها 

..وتبتسم ببراءة  للمصورين 

*** 

ثمة رصاصات ثقبت صدر فاطمة  ..

لا كاميرات هنا ..

سوى مراسل امريكي انيق

يعلن بفرح .. سلامة الجندية شارول ..

.. ويقول بلغة امريكية فصحى 

بأن طفلة اسمها  لينا قد ماتت

ويشير الى جسد امرأة تسبح  في دمها 

 ويضيف بحزن يشبه حزن الشمع .. 

بأن القاتل سيدة .. 

عليها ملامح عربية   ..  

 ويقول  بصوت الواثق : 

أن اسم القاتل  فاطمة !

ويضيف :

.. نعم .. ارهابية .. !

 

منذر ابو حلتم

 

 

  2
  2
 1
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
لينا شباني
13 مارس
موجعة... كواقعنا العربي المتوارث منذ ألف احتلالٍ واحتلال.
  0
  2