19 مارس . 2 دقيقة قراءة . 596
من الغريب كيف للإنسان أن يلوم نفسه ويجلد ذاته وكأنّ أعماله هي السبب في حدوث جميع الظواهر الطبيعية التي تحدث حولنا من أمراض وأوبئة وزلازل وأعاصير، وكأن أفكارنا جميعها مبنية على مغالطات منطقية، فالأمراض والسرطانات والأوبئة تصيب الحيوانات والنباتات كما تصيب البشر، فهل النباتات أيضًا تخطئ وتقصّر في إيمانها مثلًا حتى نقول أن المرض هو بلاء أو ابتلاء؟! فڤيروس كورونا نفسه آتٍ من الحيوانات.
إنّ الأعاصير والعواصف تحدث بشكل جنوني ويومي وعشوائي وتصيب كل بقعة على الأرض دون الأخذ بعين الاعتبار وجود بشر عليها، فعلى جميع الكواكب تحدث الأعاصير والصواعق، فهل هذا يُعد غضبًا على اللاأحد الذي يسكن هناك؟!
إنّ جلد الذات كفكرة بالرغم من ببساطتها إلا أنها تشكّل خطرًا مستترًا على الفرد نفسه، فما بالك إن تبناها مجتمع بأثره، فخطورة هذه الفكرة لا تقل خطورة عن أي مرض عضوي وإجتماعي خبيث، فليراجع كل فردٍ نفسه وليتحمّل كل منّا مسؤلية تجاه المجتمع ولنخلق من أنفسنا أفرادًا ذوي إرادة حرّة قوية، يعرف كل منّا نقاط ضعفه فيتبيّن لنا أسباب ركود مجتمعنا، حينها فقط نعالج أزماتنا بوعي وعِلم بعيدًا عن كل عقبة خرافية تحاول قطع الطريق أمام كل محاولة للنهوض.
#عمر_مزهر