زيارةٌ الى الجحيم

30 مارس  .   1 دقيقة قراءة  .    705

إنه الجحيم!

طرقْتّ بابَ الجحيمِ بيدي ودخلتُهُ مرغمةً، لم أكنْ أعلمُ سابقاً أنّهُ منزلٌ يقطنُهُ بشرٌ، لم أتوقّعْ أنّهُ سيكونُ قريبًا منّي لهذا الحدّ. 
إلى هؤلاءِ الرّاغبينَ في التعرُّفِ على الجحيمِ اقرأوا جيّداً فسأقدِّمُ لكم شرحًا مفصّلًا لِما عاينْتُهُ خلالَ زياراتي المتكرّرة. 
الجحيمُ منزلٌ تدخلُ أشعّةُ الشّمسِ منْ نوافذِهِ طيلةَ النّهارِ لكنّ جدرانَهُ متعفّنةٌ، مقاعدَهُ فاخرةٌ ولكنْ عندما تجلسُ تشعرُ وكأنّكَ جالسٌ في وزّالةٍ بريّة، تُقدَّمُ لك القهوةُ في فناجينَ باهظةٍ ولكنّ مذاقَها شديدُ المرورةِ، إنْ طلبْتَ الماءَ  يأتيكَ سريعاً ولكنّه يجفُّ عندما يقتربُ من شفتيكَ، أمّا إذا فاجأكَ الجوعُ لا تشعرُ بالشّبعِ وإنْ أكلتَ كلَّ محتوياتِ المائدة. 
في الجحيمِ مهما أكرمْتَ فوهةَ الموقدِ يبقى البردُ مسيطراً والدّفءُ مهزومًا، إنْ قصدْتَ أن تستحمَّ يتجمّدُ الماءُ السّاخنُ قبلَ أنْ يلامسَ جسدَكَ. 
في الجحيمِ المحبّةُ دائماً هاربةٌ من طواقي الحمّامِ، الحِنّيّةُ طريحةُ الفراشِ تنازعُ أمّا المودّةُ فُقِدَتْ منذ أن استشهدَ الحُبُّ. 
لهذه الزيارةِ فوائدُ جمّةٌ أوّلُها أنّها تجعلُكَ تقدّسُ جنّتَكَ وتعبدُ أبطالَها ثانيها تخلقُ عندكَ مفهومَ الشّكرِ والحمدِ، أمّا زيارتكَ المتكرّرةُ للجحيمِ عقابٌ أشدُّ قسوةً من الأشغالِ الشّاقّةِ المؤبّدة.

  0
  3
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال