
19 يناير .
2 دقيقة قراءة .
260
لم أعد أتجرأ أن أمسك قلمي خوفاً من أن يبوح بما لا أريد أن أخرجه من زنزانة داخلي، خوفاً من أن يفضح ما أفكر به فتخرج هواجسي من حجرتها.
ليت حبره سحري يغير المحتوى حيناً ويعكس الصورة أحياناً.
فأنا تلك التي تجبر نفسها على النوم حتى لا ينتصر قلمها ويفرض نفسه عليها ويشاركها ليلها الطويل وينتظر بذوغ الفجر حتى يقرّ بأسرارها الدفينة.
أنا تلك التي كانت هاوية مطالعة فباتت الهاربة من ذاتها تفضل أن تقلب بصفحات وسائل التواصل حتى تشغل نفسها بتفاهات لا تعنيها ولكنها تبعدها عن ما يحرك بداخلها رغباتها الحقيقية المدفونة في مستنقع همومها.
انا تلك التي تشفق على ريشة قلمها التي شاخت في عز صباها فانحنت وخفت صوتها ولم تعد تخطو السطور بخطوات ثابتة متسارعة.
أنا تلك التي لم تؤمن يوماً بالتبرج وبعمليات الترميم و التجميل ولكنها ستعيد الشباب لقلمها والصبى لريشته بعمليات تجملية مستعجلة.
أنا تلك التي تنهض من تحت الركام مفتخرة بجراحها وانكسراتها وتعود لتجعل من قلمها مرآة لداخل يتهاوى ولا يقع، ينازع ولا يموت.