30 يونيو . 2 دقيقة قراءة . 417
أيضا و أيضا و أيضا ، أطعموني خبزا و بيضا ، ولحم أنعام دق نبضا .. بمجرد ملامسته شفتاي ... " كب ليه أتاي ! " طالب السي عيسى البناي ، لكني صحت " كفى ! سيسمن بطني و القفا !! " .
كانت عقارب الساعة الحائطية تشير أسهمها بقناعة تامة إلى السابعة : وقت الضيق النفسي المطالب بإعداد متقن لأكلتين في الآن ؛ في حين كانت عقارب القاعة الخارجية تنير شوكها بإشاعة عامة على قارعة ذاك الطريق الكلسي المقارب لعداد من معدن بعين المكان .
غادرت مطبخ السكن . إنه ليس بالركن الذي يطاله الوسخ أو العفن ، لكنه عن جلد السمو ، نقيض الدنو ، انسلخ منذ زمن ( أقصد هنا علو سقف الأحلام ، لا سقف دار تشكلت من الركام ! ) .
حسنا ، هو أمر لا يسوى ريشة للبعض أعلم أنا بتلك الحالة ، بيد أن هوى مر العيشة على مضض ألم كذلك لا محالة !
ولجت الإسطبل ، مكان عارم بالبلل . ناجم تارة عما تطرحه البهائم من بول ، وتارة من تكاثف زفير المتطفلين على الحظيرة بلا كلل . هم يأتون إلى الريف ، عادة كل مصيف . يبتغون التفجاج و التفواج والابتعاد عن محيط ملحه أجاج . متوسلين الطبيعة البكر ، أن تشفيهم بمفعول السحر . طلاسم هي ستأتي لا ندري من أين ؟ غير أنا على يقين من تزويدها للعين : ببصيرة تفوق مدى البصر ورؤية تتسم ببعد النظر .
لامس إبهامي المتوعك - إثر مشاحنة فعلية البارحة مع صغار أحد الاقرباء - مقدمة سور ، وضع خصيصا لكي عليه يدور ، كل من تجاوز عتبة الباب ليزور .. من ؟ ... منتجي الألبان : وهم شلة أبقار مطلية بالأبيض و الأسود لا الألوان .
قبالة البناء ، كان هنالك إناء .. يستريح على كنبة ، صغيرة ما يكفي لتجاوزها بلا جلبة . أرحت جسدي , ليس على تلك القطعة من الأثات السالف فحشوتها تغيبني في سبات منه أنا خائف , بل اتكأت بنصف راحة ، على مقعد مهترئ بكل صراحة .. لأني ملقن انه من أساسي الأدب في الاغلب : عدم السقوط على تلك الكراسي وكتلتك كالدب الأشهب . على أي ، لم أختر موضوعا معين ، فقط أمسكت بورقة مربعة قائمه الزوايا و مائلة البنية ، و قلم حبر أكون برفقته صادق النية ، ودونت بمنتهى الاريحية : « أيضا و أيضا و أيضا ، أطعموني خبزا و بيضا ... » .
يا ليتهم لم يطعموني سوى الفتات ، لكنت منه للحظة أقتات ، ولم أكن لأجرؤ على تحويل خيالاتي من فكر بعقلي علق ، لكتابة اتسقت على ورق .
انتهى