سامَحْتُكِ

17 سبتمبر  .   3 دقائق قراءة  .    333

مسامحة راقية


حتّى مُسامحَتُهُ كانت تليقُ برجولتِهِ الاستثنائيّة!
شاءَ القَدَرُ أنْ أسقُطَِ يومًا في فجوةِ الضياعِ و أتوهُ في عتمتها الكاحلة .
والمؤسفُ أنّني أحْبَبْتُ العتمةَ ولم أعُدْ أرغبُ في العودةِ إلى النّورِ، فنورُ الحياةِ باتَ يُبهرٌني ويُجبرُني على إغماضِ عينيَّ لأبقى في ظلمةٍ استهوَتْني.
حتّى في لحظاتِ اليقظةِ أرغمْتُ عقلي على الجمودِ، أرغمْتُهُ أن لا يكونَ ذلك العقلَ الصّاحي المفكّرَ الّذي اعتبرْتُ أنّهُ لطالما أرهقَني.
فجأةً امتدّتْ يدٌ  احتضنَتْ أفكاري المبعثرةَ ورُغمَ مقاومتي انتشَلَتْني منَ الفجوةِ وأعادَتْني إلى نورِ الحياةِ وبكلِّ جهدٍ وعزيمةٍ أغلقَتٌ بابَ فجوةِ الجحيمِ ولم تترُكْ لي حتّى طاقةً ضيّقةً أنظرُ من خلالها.
هذه اليدُ يدُ مالكي، الّذي تعبَ وَفَرحَ معي منذُ أنْ عرَفَني. 
هذه اليدُ يدُ مُخلِّصي، الّذي لولا وجودُهُ في حياتي لما كنْتُ ما أنا عليه اليوم.
هذهِ اليدُ يدُ طَيْفي، الّذي لم يبتعدْ عنّي يوماً، لازَمَتْني في شدائدي وفي أفراحي.
هذهِ اليدُ يدُ رَجُلٍ تليقُ بهِ صفاتُ الرّجولة، رَجُلٌ لِقسوتِهِ طعمٌ مختلفٌ، لحنانِهِ لذّةٌ لا تُقاوَمُ، في قصّةِ عُشقِهِ سَرْدٌ مختلف.
هذه يدُ رَجُلٍ، أجملُ ما فيه أنّهُ متسامحٌ، تسامُحُهُ راقٍ يعكسُ حُبَّهُ الجنونيَّ وعقلَهُ النّاضج.
هذه يدُ رَجُلٍ عندما قالَ: سامحْتُكِ، تسامَحْتُ وجروحي وَعُدْتُ تلكَ النّجمةَ السّاطعةَ في فضائِهِ. 
هذهِ يدُ رَجُلٍ لن أترُكَها يومًا .
هذهِ يدٌ عندما تغمرُني تُنسيني حتّى مَنْ أنا، فأنا لا أريدُ أنْ أكونَ الّا نسخةً عنْ فتاةِ أحلامِه. 
هذهِ يدُ رَجُلٍ عشِقْتُهُ وأعشقُهُ وسأعْشَقُهُ حتّى في مماتي.

  0
  2
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال