خجولٌ قلمي!

10 أكتوبر  .   3 دقائق قراءة  .    33

قلمي


ماذا أكتبُ ؟ مشاعرَ، أشواقًا، حبًّا وعناقًا؟ أم وطنيّةً، انتماءً، هجرةً قسريّةً وغربةً داخلَ وطنٍ؟


عمّ أكتبُ؟ عنِ الأمومةِ الحزينة ،عنِ الأبوّةِ المكسورةِ، عن قادةٍ خانَتْهُمُ الشّراكةُ أم عن شعبٍ سكّيرٍ أدمنَ على شُرْبِ الدّماء.


لمن أكتبُ؟ لعائلاتٍ أُبيدَتْ، لعروسٍ كّفِّنَتْ في شهرِ العسل؟ أم لشبابٍ ذوي ماضٍ أليمٍ ومستقبلٍ أقلَّ ما يُقالُ عنهُ إنّهُ مُبْهَمٌ ؟


قلمي خجولٌ فهو الّذي لا يكتبُ إلّا عنِ الشّغَفِ و الأملِ و الحُبِّ و السّعادةِ، لا يكتُبُ إلّا ليكونَ الحاضرَ المُزدهرَ و المُستقبلَ الواعِدَ ولكنّهُ يخجلُ أمامَ هذا الواقعِ الأليمِ و يعتكفُ عنِ الكتابةِ و يجلسُ في زاويةِ ملجأِ المحطّمينَ، ينتظرُ الهُدنةَ حتّى يرى حِبْرُهُ الشّمسَ منْ جديدٍ و يسيلَ على أوراقٍ يَخُطُّ خُططَ تَعافيهِ و يُداوي ندوبَهُ.


دُمْنا مُنتظرينَ مُصَلّين .  

  0
  0
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال