لو تعلمون!

12 يناير  .   2 دقيقة قراءة  .    82

الغباء في بعض الأحيان موهبة.


غبيٌّ وأعلمُ ! تعاملوا مع غبائي كما ترتاحون.
بسيطٌ وَمُدّعٍ! تحمّلوا ادّعائي ولا تصدّقوه.
عصبيٌّ وهجوميّ! تجنّبوا محادثتي وامضوا .
انطوائيٌّ وكتومٌ! احترِموا عُزلتي وابتعدوا .
مُتقلّبٌ مزاجيٌّ! ارفضوا مزاجيّتي وانسحبوا.
مُتفلسِفٌ مُثرثرٌ! ناقشوا فلسفتي وناقضوها. 
مُتكبِّرٌ مُتعالٍ! عاشِروا شخصيّتي واحكموا.


لكنّكم لو تعلمونَ أنّكم مُخطئون حينًا ومُحقّون أحيانًا، لأنّني لستُ بغبيٍّ ولكنّني أتغابى، أتغابى أمامكم ولا أخجلُ مِنْ نُعوتِكم لي بالجهلِ وقلّةِ المعرفةِ فمعرفتي ليست لأتباهى بها أمامكم أنتم بل لأكونَ قادرًا على مُحادثةِ الحُكماء.


أتعاملُ ببساطةٍ  وأظهرُ أنّي مُدّعٍ لأنّ لا نيّةَ عندي للغوصِ في أحاديثكم فإنّها  لا تعنيني ولا تحاكي تطلُّعاتي.


تظهرُ عصبيّتي في بعضِ الأحيانِ لأنّكم لا ترحمونَ العبدَ، تستفزّونهُ وتجعلونهُ هذا الانسانَ الّذي لا يريدُهُ.


انطوائيٌّ ليس مع كلّكم فبعضُكم فضوليٌّ غيرُ أهلٍ أنْ تنفتحَ صناديقُ الأسرارِ بحضورِه، كتومٌ نَعَمْ فمشاكلي كما نِعَمي مُلْكٌ لي وليست مادّةً لكم لتُضفي الإثارةَ على جلساتكم.
شخصيّتي متقلّبةٌ ومزاجيّةٌ وذلك حسبَ قدرتي على تحمُّلِ إزعاجِكم و أحاديثكم المستفزّة.


مُتفلسفٌ ومُثرثرٌ حين أجبَرُ أنْ أبرّرَ لكم بعضًامن تصرّفاتي الّتي لا تتماشى و أفكارَكم فمِنْ حقّي أن أضعَ نهجًا لحياتي وقوانينَ يوميّاتي.
مُتكبّرٌ لَرُبّما!  والأكيدُ أنّني متعالٍ عن النّقاشاتِ الّتي لا جدوى منها وعنِ النّزاعاتِ الّتي تهدّدُ سعادتي.


لو تعلمونَ  أنّ  الحياةَ  تُعاشُ بفرحٍ و أملٍ و تقبُّلٍ حتّى للواقعِ المرير!


لو تعلمونَ أنّي سعيدٌ رُغمَ  كلِّ جهودِكم المُشكورينَ عليها لأنّكم تنوّرونني بضرورةِ  توسيعِ الحواجزِ وقطعِ بعضِ الأوصال.


لو تعلمونَ أنّ قلمي مَدينٌ لكم!

  0
  0
 0
مواضيع مشابهة
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال