20 نوفمبر .
3 دقائق قراءة .
61
بعض البشر لا يهنأ إلا ببث الفتنة .وبزرع بذور النفاق، والشقاق، وتقوية وتغذية نار الخصومة. بل لا يتورع أن يكون حطبها ووقودها الذي لا ينطفئ.
ففي كل مكان يتواجد به. نجد له بصمه بروح شيطانية، عدا ما يحدثه من ضجيج وصخب، يرقص كالبهلوان. بين هذا وذاك .للوصول لغايته ومبتغاه،..
إن رأى متخاصمين حدث بينهما خلاف بسيط لا يهدأ، ولا يتكيف إلا بزيادة اشتعال الفتيل والدفء تحت رماد القطيعة والخصام ،ونشر البغض و الفرقى،
وإن رأى اثنان تحت مظلة السلام والتوافق، لا يهدأ إلا وتحركه نوازعه وسمومه الشيطانية، لفض هذا المجلس وقطع حبال الود بنفخة شيطانية من روحه الخبيثة ليتوهم بإرضاء نفسه المريضة، وليرتقي سلم السعادة المزيفة التي يظن. ذلك الإنسان الأناني الخالي من كل المبادئ والقيم..
ربما هو اعتلال مُصاب به ،وربما هو شخص سادي يتوهم إنه يجد المتعة من رؤية الآخرين يقاسون الألم و عدم الراحة ، وربما لاتروق له جنة الحياة ،إلم يحرق عشبها بنار حقده ،فنجده شُعلة من الحماس في نقل أي كلمة من هذا لذاك.
فيا أيها الإنسان الضعيف ،الساعي في الشر، المُفسد القاطع لحبال الود. لاتكن بؤرة خراب تقع فيها قبل الآخرين ،ولاتكن ذو نفس شريرة فحاشا..وعد إلى هدي ربك. وكف الشر عن نفسك قبل أن تحترق بنار الوهم وسُم العقوبة،..
فمحاربة السلبيات والنقص. وكل ماهو غير مُرضي .لهو أحرى وأجدى. من مطاردة وتعقب الناس وبث الفُرقى ببن المتخاصمين أو المختلفين ،.وأسع إلى كل خير.ولا تُمعن في كل أذى ولاتجعل مفاتيح الشر على يديك..
و يامُثيري النقع ،ومحدثي ،الزوابع عُودو إلى الله بنفس بصيرة صادقة ،ولا تركضوا خلف حبال واهية .يزينها قبح عملكم فستقعون يوما في شر أعمالكم ولن تجنون
سوى الخيبة والندم، حين يعرفكم الجميع ،وينفضوا من حولكم
عن عائشة رضي الله عنها :
أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره. متفق عليه ..
فاتقاء الشر ضروري مع النصح والإرشاد لمن ذاب في حبال المعصية ـوطابت نفسه في طريق الأذى والشر..
ليتآلف المجتمع وليتوحد أفرادهُ فكل خلاف. لا يصب إلا في كأس العدو،..
"عن أبي برزة قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به؟ قال: اعزل الأذى عن طريق المسلمين [أخرجه مسلم
فكيف بك أيها المسلم أيها الإنسان، لو كففت شَرك وزرعت الأُلفة والمحبة وعزلت نفسك عن أذى الخلق....
