التماثيل لا تشرب القهوة

21 فبراير  .   2 دقيقة قراءة  .    748

Photo by cottonbro from Pexels

وحدها الجدران تختصر الحكاية

تفرض صمتها الحجري على همس الظلال

تتقافز الريح كطفلة شقية

فتداعب أغصان الصنوبر

زجاج النافذة العتيقة ..

هو الخريف

حين تسكب أوائل الغيم على المساءات

أكواب النعاس

وحين تضيف العصافير إلى اعشاشها

ما تيسر من قش جديد

كي تصد الريح .. !

** ** **

محزن أن التماثيل لا تشرب القهوة

يقول ذاك العجوز ..

وببطء يشعل التبغ في رأس غليونه الخشبي

متأملا تمثالين باردين

 يحدقان بصمت في الفراع

هو الخريف ..

حين تصبح الكتب العتيقة اكثر اصفرارا

والصور الباهتة في الالبوم

أكثر وحشة ..

كأنما للحزن رائحة يقول ..!

.. والمساء يفتح بكل قسوته

نوافذ الذكريات ..

** ** **

كان يضحك في الصورة

وهو يزيل من كوب الشاي

باصبعه جمرة مطفأة ..

وجوه الرفاق في الصورة ضاحكة

وحتى ( دايان ) .. الكلب ذو الرأس الأسود

كان يهز ذيله  فرحا .. في طرف الصورة

قرب البنادق المستندة

على الجدار  ..

** ** **

يمسح نظارته .. يبتسم بصمت

ويفتح صورة أخرى ..

.. باردة كانت بسمتها

والشال الأبيض يغطي دونما اهتمام

نصف شعرها الأسود

باردة صالة المطار في طرف الصورة

ويدها الملوحة صغيرة .. صغيرة كيد طفلة

كم كانت ترتعش يدها .. يهمس

وكم كان قلبي يرتجف .. !

** ** **

يزداد عبث الريح

بأغصان الصنوبر

يتدحرج الرعد فجأة فوق القرميد العتيق

يرسم المطر على زجاج النوافذ خطوطه المتقاطعة ..

هو الخريف  .. يقول لنفسه ..

ثم يسير على مهل ..  نحو النافذة

متمتما :

محزن أن التماثيل لا تشرب القهوة معي

في مساءات الخريف .. !

منذر ابو حلتم

  1
  10
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال