تفاصيل لوحة

03 مارس  .   1 دقيقة قراءة  .    711

رسمت الفنانة لينا العاني لوحة للفن السريالي التجريدي تجسد فيها الحركة الكونية الضمنية للانفس المتغيرة ومعاناة النفس الإنسانية في اخفاء زوايا من حقائقها المخفية ومنها النفاق وعدم حب الخير للآخرين لذلك اختارت الفنانة التعبير عن تلك النفس بلون المرض والكره والحسد ليتجسد باللون الاصفر فيما جعلت من فرشاتها تأخذ الزوايا بالوان كونية لتضم البحار والسماء والتربة التي تعبر عن أول الخليقة للبشر.

والفن التجريدي فن يعتمد في الأداء على أشكال ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخصات و المرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية. ويتميز بمقدرة وبقدرة الفنان على رسم الشكل الذي يتخيله سواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماما قد يتشابه أو لا يتشابه مع الشكل الأصلي للرسم النهائي مع البعد عن الأشكال الهندسية.

  1
  7
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
عادل خالد الديري
02 مارس
وكأني أرى في هذه الظاهرة الجمالية ثلاثة مستويات فينومينولوجية، الأدنى وهو الأرضي في الثلث السفلي من العمل وهو الأرض المخلوقة والتي تعج بالكيانات التي لا روح فيها، فتتمازج فيها العناصر في لاشيئية مجردة، تبدو في اشتغال الفنانة كمزيج من الحصى والفلزات. المستوى الثاني والذي يقبع فوق المستوى الأول يتبدى لي وكأنه المخلوقات الحية، والتي أشارات لها الفنانة في مقالها، وفعلا تجلت مشاعر الضغينة والغبرة والحقد في تعرجات خطوطها وفي اختيار درجة اللون الأصفر الأكثر تضاربا مع الخلفية الحمراء الحديدية الدافئة، وأما المستوى الثالث فهو الأعلى، وهو يتخلل نفس المستوى الثاني ويكسبها بعضا من دفئه، حيث تذكرنا الفنانة بأنه رغم ووحود الضغائن في النفس البشرية فهي لا تخلو من روح الكون الدافئة الودودة. ونجد في المستوى الكوني عدة تيارات، فبعضه متكتل مستقر كحال النجوم التي تبدو لنا كأنها ثابتة، وبعضها منجرف عاتي يعصف من ضفة اللوحة لضفتها الأخرى، أما في اعلى يسار اللوحة فحيز الكون الأكثر درامية، حيث تتخلله المشاعر أو لعلها أم النفس الكونية تنظر برأفة إلى ما صنعت على الأرض من عليائها. عمل جميل غني بالدلالات، وأحسنت الفنانة إيصال موضوعه بتوظيف التكنيك الصحيح لكل حيز منه.
  0
  3