14 مارس . 2 دقيقة قراءة . 642
على بطاقة بريد قرأت:
سيدي أنا لست بكاتب ولا أديب
أنا فقط ساعي بريد...
أعمل
ألهو
أبحث وأتوه
أنعم وأتألم
وأوصل للناس هذا البريد...
حتى عندما لم يكن للمرسِل من مجيب، أنا كنت أجيب وأختم الظرف بشمع الحب وأزيد...
سيدي، لا يمكنني أن ألهيك أكثر في وسع أبيات القصيد...
فهذا آخر طابع لدي وهذه آخر بطاقة بريد...
أتذكر ذلك الطفل الوليد؟ مذ ماتت أمه يكتب لها، يأمل أن يراها، أنا رددت عليه باسم أمه حتى كبر وصار عالما بارعا وشاعرا فريد...
تخطر على بالي رسائل أوصلتُها، رسائل ألفتُها، رسائل عن أصحابها خبأتها فأبتسم من جديد...
بيتي مليء بظروف رسائل ومذكرات اشتياق وأشعار كتبتها لأجلهم وأناشيد...
هجرت بيتي، تركت عملي وسافرت إلى بلد بعيد...
وصلت لا أحد يعرفني، لا عنوان لي ولا صندوق بريد...
أجلس في حديقة لا أعرفها أنصت للهدير أصغي للتغاريد...
على مقعد خشبي، غريب هذا المقعد كم هو وحيد...
بجانبه دالية عنب، أتأملها، أكل منها فأثمل وتلهو معي كل تلك العناقيد...
وجدت عملا في مختبر أبحاث إنسان، يحضرون لاستقبال إنسان عصر الحب الجديد...
أجبني عند الغسق، أرجو هذه المرة أن تكون المهمة قصيرة وعنها لا أحيد…
إلى سيد الحب السعيد من طالب المعرفة المريد…