15 مارس . 2 دقيقة قراءة . 380
في عينيك يا بنيّ
أرى شجرة كينا
ثم أدرك أنها انعكاس وجهي
كيف ذا؟
وأنا لتوي للعالم أتيت!
وتلك الأنامل المنمنمة
كالخرزات في المسبحة
تداعب قصاصة ورق بفضول
كعالم يرصد ظاهرة فلكية
في عينيك يا بنيّ
جهاز تحكم عن بعد
يحولني وأمّك
إلى مهرجيَّ سرك وبهلوانين
أب أنا! لكن كيف؟
وأنا لا تفوح مني رائحة الدخان
ولا في المساء أعود
لأحتسي العشاء شارداً
ببنطال العمل؟
في اسمك يا بنيّ
جذري الممتد خارجاً من قبري
عصاة حشرتها في ركن الباب
كي لا يغلق على اسمي
كيف سيكون صوتك يا ترى؟
وجهك؟ عودك؟ دخولك؟ غضبك؟
أي براعم فعائل تختبئ في رأسك!
أتراني سأكون
حينما تقفز من الشرفة
هارباً من أب عشيقتك؟
في عينيك يا بنيّ
فلتكن كل لوحات خطتها ريشة
فلتكن كل انحناءات نحتها خالق
فلتكن كل حروف نظمها كاتب
فلتكن كل لحظات فوتها أبوك
فلا فروع تحقيق
ولا غرف أمن المطار
ولا طوابير السفارات
ولا أختام
في عينيك يا بنيّ
اهزوجة ديرية
بنغمة سيبيرية
حتى تنام.