وردة خشبية

أراني أقسو على الصحون والأكواب
أنظّفها أكثر من مرة
أكسرها بين أصابعي
لأجد عددها ينقص 
يوماً بعد يوم
أقسو على الثياب التي أكويها
أترك المكواة لوقتٍ أطول 
فوق التجاعيد التي أكره.. 
ربّما هو كرهٌ لتجاعيد جلدي المستقبلية 
أو ربّما هو نفورٌ من فكرة كيّ الثياب 
كأن أتذكّر أوراق التين التي كانت بواسطتها تخبّئ جدّتي حوّاء عريها
أقسو على جلدي حين أستحمّ بالمياه الباردة
أفركُه بليفةٍ خشنة 
مراراً ومراراً 
وكأنّي أقتل احتمالات براغيث 
أو كأنّي أغدر بلحظات شبق
أقسو على شعري حين أمشّطه
أغرس أسنان الفرشاة غرساً لئيماً 
لعلّي أفقأ رأسي الأحمق
أقسو على طفلي حين ألعب معه
أرفعُه إلى الأعلى 
ليتخيّل نفسه طائراً حرّاً 
معرّضةً جسده وخياله لخطر السقوط
أقسو على أسناني عندما لا أتردّد في شراء أكياس الكري كري تملأ خزانات المطبخ 
أقسو على أوراقي التي أمزّقها بعنفٍ
إرباً إرباً 
كلّما كتبتُ عن لحظات فرحٍ 
مزيّفة
أقسو على وردةٍ خشبيّة تتألّم في مخيّلتي 
مُلحّةً عليها أن تأخذ عطراً معيّناً يليق بمزاجية أنفي
فأنا اعتداء الإنسان على الطبيعة
أقسو على طاولةٍ كبيرة
تأبى أن تنحشر في الزاوية
أقابل عنادها بعنادٍ أكبر 
مجرّحةً اللمعان الجميل للخشب في الزوايا
أقسو على روايةٍ أغفو فوقها 
وأهرس أبطالها بثقلي ليلاً
أقسو على هويّتي 
لأنّي لم أعد أريد 
أن أكون أنثى

#جمانة_وهبه

#بيروت