09 فبراير . 3 دقائق قراءة . 974
أحب الورود وألوانها، ثم تفتح فيه حب زراعتها، فتلونت هالة أيامه بالفرح والحياة
كان يلتقي بائع البذور العم أبا فرح، فيبتاع البذور من عنده وبدوره يعطيه العم الفرح بالمجان فسماه صديقي أبا فرح، لما يدخله من فرح وسرور إلى نفوس زبائنه، وكأنه يزرع فيهم الحياة ببهجتها...
ذات يوم سأله العم أبو فرح:
أتعرف ما سر الورود؟
أجابه صديقي: وهل للورود سر يا عم أبو فرح؟
العم ضاحكًا: وهل تظن غير ذلك؟ كل شيء له سر يا بني، لكن أن لا نعرفه، لا يعني بأن ليس له وجود.
صديقي: وما هو سر الورود ياعماه؟
العم: الوردة يا بني تتفتح من الداخل إلى الخارج وكأنها تدل الإنسان أن المعرفة تفتّح داخلي!
الوردة يابني تتفتح في مسارات لولبية، لا تنسى ذلك، فسيأتي اليوم الذي تعي فيه كلماتي...
أما الآن فسأعطيك بذرة خاصة لا أبيعها أبدا، إلا أنني وجدت فيك ما تتطلبه هذه الوردة.
الصديق متعجبًا: يا له من كرم ياعماه!
العم: هذه البذرة يابني لا تنبت إلا بعد سبع سنين
عليك في كل يوم أن تسقيها بتركيز، وتنظف تربتها، مزامنة مع تركيزك في مسؤولياتك من دراسة أكاديمية وتوسع معرفي ومع تنظيف تربة نفسك من سلبياتها التي بدأت تعي كمًّا منها.
تذكر هذه البذور لن تنبت وردة ما لم تعمل على نفسك يوميا يا بني!
أفتعد بذلك، أم أعيدها؟
الصديق: لا أرجوك، سأعمل كل ما بوسعي.
العم: إن صدقت سوعدت ونبتت وردتك، تلك الداخلية وهذه التي سأعطيك، أما أنا فسأغيب عن متجر البذور لسبعة أعوام.
الصديق: أو ستهاجر ياعماه؟
العم: لا يبني، إنما بإمكانك أن تقول إنها مهمة معرفية في نشر البذور في بلد آخر، في حديقة أخرى.
(هكذا كان العم يصف البلدان بالحدائق. فغالبا ما يختار البلدان التي استحدث فيها وجود الصحاري بفعل التغير المناخي، ويقال إنه باشر تلك المهمة منذ ما يقارب نصف قرن، زارعا آلاف الهيكتارات، وحتى أنه أحيانا قد يخلط ويخطئ عند أحاديثه في الجغرافيا معتمدا بذلك على إيمانه بأن البساتين التي كبرت على يديه ستعمل على تغيير مناخ تلك البلدان)
الصديق: وكيف لي أن أتواصل معك ياعماه كل هذه المدة؟
العم أبو فرح: من خلال البذور وكل ما نبت منها من ورود في حديقتك، وخاصة حديقة نفسك الداخلية.
الآن هيّا تعال لنشرب القهوة ونستمع إلى قصة الورد بصوت فيروز، بالمناسبة أعددت لك مربى الورد
لكنه فخم وغال جدا وملكي المفعول، لذا لا أنصحك بتناوله إن لم تكن فراشتك عندك في المنزل.
فنضحك سوية ويبدأ بسرد قصصه ومغامراته الطريفة مع فراشات البلدان التي قد زارها...