سؤال الأمان يجيب عنه الوجدان

Maher

23 مارس  .   4 دقائق قراءة  .    520

سؤال الأمان يجيب عنه الوجدان

 

أين يسكن الأمان؟ 
في الإيمان؟ 
أليس الفكر هو من يؤمن وهو من ينكر ويخاف 
إذا ليس في الإيمان...

 

 

في المثابرة؟ 
في المثابرة التي تربط النفس بالحياة وهدفها في امتداد الزمان والمكان 
أنا أثابر كل يوم من أجل الأمان 
إذا ليس في المثابرة...


 

دعني إذا أشرّح الأمان 
أدرس فيزيولوجيته، وكيميائه الحيوية 
أو أدرس إيديولوجيته وعقيدته…

 

 

أيسكن في الطبيعة؟ 
لكن الطبيعة تعصف كما النفس 
إذا ليس في الطبيعة 


 

ربما في النسيان؟ 
لكنني سألت من نسي اسمه، من نسي نفسه، من نسي كل شيء
فتذكر أنه يبحث عن هذا الأمان 
إذا لا يسكن في النسيان

 

 

إن أعملت كل فكري وجدت الأمان لا يسكن الفكر، والفكر قائد الكيان 
فعليه 

الأمان لا يسكن الفكر ولا المشاعر ولا الجسد ولا المادة مهما جمعنا منها…

 

سألت الوجدان
فسألني لم تبحث عن الأمان؟ 


أجبته لأنه يريح النفس 
لأنه حرية النفس 
لأنه روحها

أجابني الوجدان
في الروح إذا

أردفت:
حلمك بي أيها الوجدان!
أتجيبني بالنجوم وأنا على الأرض!!

 

ابتسم الوجدان وقال:
الأمان يسكن الروح 
الروح هي حب الحياة وحياة الحب!

 

نظر إلي فوجدني مازلت أبحث عن الأمان

 

 

فتابع:
في مكان ما في هذا الوجود 
لايوجد لغة، لايوجد كلمة ومعنى 
يوجد مكان بلا فكر يبحث عن الأشياء 
هذا المكان هو ماتقصده!

 

 

قاطعته:

إذا أكف عن البحث عنه؟

 

 

هو من يبحث عنك، وأنت من تعطيه المعنى 
أنت الحياة 
لكنكم اعتدتم على تفكيركم المادي!

 

 

لماذا كلامك مريح يدعني أشعر بالأمان؟ 

 


لأنني أعاملك بحقيقتك كحياة 
وليس كما تعاملون أنفسكم بأنفسكم

 

 

أنحن حقا الحياة؟

 

 

ماهي الحياة دون الإنسان؟ 
الحياة هي أنت، الحياة هي الإنسان

 

 

لكن الحياة ألطف مني، أوسع مني، تحب، تهب، تصغي، تشارك، تسامح...

 

 

كن مثلها إذا
كن الحياة!
اتحد بفكرها!

 

 

أخاف أن أتألم، فلا أحتمل الألم

 

 

ألم الحياة ليس كآلامكم، آلام أجسادكم، آلام أنفسكم...
ألم الحياة عندما تفصل نفسك عن الآخر 
عندما تعتقد أنك غير الآخر 
أنك شيء والعالم شيء آخر

أنك شيء والحياة شيء آخر

 

 

ليس في مقدوري أن أكون كذلك!

 أن أفكر بأنني الكل، وفي اليوم الذي يليه أرى الأخرين آخرين...

 

 

تقصد ليس في مقدور فكرك!

 

 

ومن يقدر إذا؟

 

 

الفكر مهمته أن يوصلك إلى الحياة 
أن يدعك تمشي في الأرض 
تبحث، تأكل، تتعلم، تكتشف من ضمن الأفكار، 
تدير أعمالك...
هذه حدوده 
أما من يقدر على ذلك فهي ذاتك الإنسانية 
محبتك وإرادتك معا، معا هما الحكمة 
والحكمة هي الروح هي الأمان...

 

 

وكيف أعيش بالذات الإنسانية التي تقول؟ 
كيف أعيش بهذه الحكمة بمحبتها وبإرادتها؟

 

 

أن تحافظ عليها في خلفية عقلك، فتمارس كل فكرة وكل شعور من منطلقها، من محاولتك على الأقل...


 

لم أفكر في ذلك قط، وحقيقة أغلب عاداتي اليومية تفتقد الحكمة 
 

 

أرأيت؟

 لذلك كلكم تبحثون عن الأمان 
اليوم تعمل بحكمة، غدا تعود إلى عادات فكرك وتنشئ الفوضى فتخلق الألم 
وبعد غد تبحث عن الأمان مجددا 


 

لأنني لا أستطيع وحدي ضبط كل هذه العادات إنها ظروف الحياة…


 

ولذلك أخبرتك 
أن الأمان يسكن في حب الحياة وحياة الحب 
عليك أن تحب فالحب نظام الحياة...


 

أحب لأجل الأمان ياوجدان؟ 
أو يرتاح ضميرك حينما أحب كي تنتظم حياتي؟ 

 

 

يبتسم الوجدان فيردف:
تحب فتكون أمان الآخر ويكون الآخر أمانك 
تحبان معا كي تكونا أمان الأمان!
أمان الحياة!
ألم أقل لك في مكان ما في هذا الوجود لاتوجد لغة ولا أفكار…

 

 

أتدخن ياوجدان؟ 
حديثك ممتع جدا، ولا أريد أن تتوقف عن الحديث …


 

يضحك الوجدان : 
أنا أدخن أنفاس العشاق  محبتهم ومرحهم وهم يحيون الحياة عطاء ومشاركة 
فلا يدعون مكانا إلا ولهم فيه نفس...

 

 

أوَ لك حبيبة أيها الوجدان؟ 


 

حبيبتي هي الألحان... 
ألحان أنامل الإنسان 
وهو ينساب في عيش الحياة 
ويعزف للأطفال، أطفال الإله
مقطوعة الأمان 
فتنمو الطبيعة باطمئنان 


 

أو تكتب الشعر أيها الوجدان؟ 

 


لأجلكم كتبت الشعر والنثر
وأوجدت القاموس وكل مابه من معان
وأتقنت الفلسفة والفصاحة وعلم البيان
اكتشفت العلم واعتنقت الإيمان 
وكنت الهامس في مخيلة الفنان
لأجلكم، لأجلك أيها الإنسان...
 

 










 

  4
  3
 0
مواضيع مشابهة

06 أبريل  .  2 دقيقة قراءة

  2
  4
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال