سؤال

Maher

06 أبريل  .   2 دقيقة قراءة  .    600

الإنسان-الحياة- السؤال

أحيانا يدور العمر كله حول سؤال واحد يبحث عن إجابة 
أحيانا عشر سنوات 
أحيانا الشباب كله 
أحيانا من الطفولة 
وأحيانا عند الموت

 

كان السؤال هو المنطلق، هو عنوان الشغف 
لكن بعد أزمان وأجيال وترف
تحوّل السؤال إلى ألم فكر مشتت واختلط مع الإرهاق والقلق

أصبح الإنسان يهرب من سؤال إلى سؤال دون سؤال


فسُنّت الانظمة  وتأسست السلطة وقامت الحكومات وتشعبت المعرفة
أصبح لدينا مدرسة، قومية، أتكيت، قانون وعقوبات، وبعض الترهات مضاف إليها تسلية من فتات... 

لم يعد الطب فنا ولم تعد الفلسفة طبا وأما العلم لم يعد أدبا وحتى الأدب مهما تأدب لا يكشف علما. 

أصبحنا نعمل كي لانعمل، وعندما لا نعمل نبحث عن القوة والسيادة والسلطة والشهرة كي ننفض الغبار عن الكنز المفقود...
 

السؤال، أو مايسمونه بهدف الحياة او رسالة الإنسان أو أيا كانت التسمية  
ذلك الذي ينام معك دون أن يشعرك أحيانا بوجوده، يطل عليك بالحلم كبرهة يستحي أن يقلقك لأنك دائم القلق، يرشف معك القهوة في الصباح دون أن ينقص منها شيئا، يختبئ في رائحة عطرك، في ملابسك، في نسمة الهواء وفي كل ماحولك وأنت لا حول لك...

 

هناك أسئلة هناك حياة 
هناك سؤال هناك حيوات…
 

هل مرة سألت السؤال نفسه ماسؤاله؟ 
ربما يريد فقط أن يسأل دون حاجته لفكرك كي يجيب، أو يبحث عن إجابة 
ربما يريد فقط أن يسأل وأن تصغي إليه

سل 
سل 
سل 
إسهر مع السؤال 
أطعمه وقتك 
ربما روحك لم تكن إلا عبارة عن سؤال 
استيقظ 
صبح على السؤال 
ربما حياتك لم تكن إلا عبارة عن سؤال

كيف تكون وحيدا وأنت الإنسان السؤال؟! 

 

اليوم أصغي إلى أسئلة لا أريد لها إجابة 
أريدها هي كما هي ولتبق كما هي 
ليلتقي سؤالك في السماء مع سؤالي، من يدريك ربما السماء هي أيضا تمارس السؤال 
ربما النجمة علامة استفهام وربما الوجود ماهو إلا سؤال

 

لم الحب؟ 
لم البحث؟ 
لم الأغنية؟ 
لم الحلم لم التقبيل؟ 
لم العلم نتائجه والتحليل؟ 
لم لدينا الكثير ولم لدينا القليل؟ 
لم اليوم مرة خفيف سريع ومرة طويل ثقيل؟ 
لم القصائد لم الرقص؟ 
لم القبول لم الرفض؟
لم التهور لم الحرص؟ 
لم الضحك لم الدمع؟ 
لم العادة لم الطبع؟ 
لم العزلة لم الجمع؟ 
لم السؤال؟
لم الإجابة؟

 

 

هل للسؤال إنسان 
كما للإنسان ألف سؤال وسؤال؟

 

 

هل التقيت يوما بإنسان كعلامة استفهام؟ 
هل حدقت في عينيه فوجدتها ملأى بالسؤال؟ 
استغربت؟ 
ممن هربت؟ 
من ذلك الإنسان؟ 
أمن السؤال نفسه؟ 
أم تراك إليه وإلى سؤاله انجذبت؟ 
تجرأت أكثر فاقتربت 
أحببت فعرفت فابتعدت 
فعرفت أنك لم تكن تعرف 
فاعترفت بذلك أو ربما أنكرت
نسيت، تناسيت وتذكرت مهما سكرت.. 


 

هل الإنسان كالسؤال 
كلاهما لايعرفان
كلاهما يجهلان 
كلاهما كل ذلك يعرفان
 

إن كانت الحياة سؤال 
وكان الإنسان سؤال 
فماذا يكون السؤال؟

 

أحدق في عينيكي سؤال 
أقبل شفتيكي فيسيل من شفتيكي سؤال 
ألمس جسدك، كل مكان فيه سؤال 
حتى قُبلي تترك وشما بعلامات استفهام
 

من هذا الذي يعرف كل أسئلة البشر 
دعني أجلس معه 
دعني أُقلّب مذكراته 
أقرأ أسئلته

 

 

فضول بالسؤال
أن أسمعه
أن أقرأه 
أن أكتبه 
أن أتعلمه 
أن أتفنن فيه
أن أفلسفه 

أن أغنيه

أن أراقصه

أن أرسمه

أن أؤمن به

أن أسأله
أن أنام بجانبه كطفل 
أن أحلم حلمه
أن أستيقظ بصوته الهادئ 
أن أشيخ في رحابه 
أن أموت في كنفه 
أتراه الخلود؟ 
أتراه تلك الأنفاس؟ 
أتراه الإنسان؟ 
أتراه الحياة؟ 

 

سؤالان أخيران 

كيف شكل السؤال دونه، أي دون سؤال؟

من يكون ومن نكون حينها؟ 
 

لن أسأل أكثر
فسل أنت ياسؤال 
خذ وقتك فالعمر ليال طوال
هكذا كن كما أنت، لأني أحبك بكل الأحول ياسؤال....

 

 

هل لعبة مرة مع نفسك 

مع أصدقائك 

مع أهلك وأطفالك 

مع حبيبك 

لعبة السؤال؟ 

لعبة السؤال لكن من دون جواب

سؤال فإصغاء لصمته ثم سؤال فإصغاء لصمته

 

 

 

دعيني أصغي إلى كل أسئلتك المسؤولة أم تلك التي لم تسأليها بعد أو تلك التي لن تسأليها قط

دعيني أنبض على إيقاعاتها 

أجوب في عالمها 

أعطها شرف أمومتك

ولاتكترثي لأسئلتي 

لما يدور في عقل سؤالي 

فأنت في قلب كل سؤال…

 

 

 

 

إن كانت الروح سؤال 

ففي السؤال الحرية كل الحرية…

 











 

  2
  4
 1
مواضيع مشابهة

23 مارس  .  4 دقائق قراءة

  4
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
أنّا كريستين عيد
06 أبريل
من أجمل ما قرأت مؤخّراً: " أحببت فعرفت فابتعدت فعرفت أنك لم تكن تعرف فاعترفت بذلك أو ربما أنكرت نسيت، تناسيت وتذكرت مهما سكرت.. " أحيانًا أو ربّما غالباً، يُقَرّبنا السّؤال و يبعدُنا الجواب... غالبًا أو ربّما أحيانًا، يُريحُنا السّؤال و يؤلمنا الجواب... أمّا أنا، فأقول: ما أجمل سرّك يا سؤال و ما أحلاكَ سرّاً شخصيّاً! و أقول و أقول: رائع، مبدع و مميّز ما قرأت...يا ماهر!!
  1
  1
 1