24 مارس . 2 دقيقة قراءة . 298
من منا لا يملك
علبة سوداء محصنة محظورة
أو صندوقا سري للغاية ..
أو حديقة غامضة مملوءة بالأشواك
أو غرفا مخفية ، مظلمة ، مخيفة ،
ظلمات معمورة بجثث الموتى ،
والأشباح ، و أمراء الظلام ،
و الكنوز القديمة المدفونة
في أعماق البحار ..
توجد .. تتواجد ،
في قلبه ، عقله ، نفسه ،
أو بيته ، بين الجدران ،
أو على هاتفه ،
أو على الحاسوب ،
أو خزائن بنكية ،
على وجه الأرض
أو تحتها أو بينهما ،
نخبىء فيها
عيوبنا أوجاعنا ،
أسرارنا خبائثنا
بل و خطايانا ،
وساوسنا ، هواجسنا ،
مخاوفنا ، شكوكاتنا ،
عشقنا الأسود و المحرم والممنوع ،
وفسادنا ، وجرائمنا ، وأوهامنا ،
تجاربنا ، الصدمات المؤلمة الحزينة ،
عقدا نفسية و سلوكية ،
أحلامنا ورغباتنا الحلوة
المثيرة الجنونية ،
التي لا تعترف بدين
أو عرف ، أو قانون ،
أرقام بنات الليل ، والحب الوهمي ،
و أسماء كل ضحايانا الذين سقطوا ،
في أحداث الطمع والمكر والخديعة ،
أقنعة مزيفة من كل الأنواع
والألوان ، والأشكال ...
للحب والصدق و الفضيلة والنبل ،
والوفاء ، والصفاء ، والعطاء ، والإخلاص ..
نستحيي و نخاف أن نتعرى أمام الناس ..
أن يرانا أو يسمعنا أو يكتشفنا أحد ..
نخفي تلك الرسائل ، الصور ، الفيديوهات ،
و الصفات والعلاقات والأفعال ...
كل على شاكلته يسعى ..
فمنا الوضيع ، الخسيس ، الخائن ،
و منهم الدسيس ، الخبيث ، الحقير ،
و بيننا التعيس ، اللئيم ، الدنيء ، الماجن ،
كلنا يعرف إسمه ، عنوانه ، ألوانه في حديقته ..
ما بين البني القرمزي ،
و الأحمر الداكن ،
و الأخضر الزمردي ،
و أسود الغراب ،
و الرمادي ، و الأبيض اللألئي ،
أبواب كثيرة ، مختلفة ، متعددة ،
خشبية .. حديدية .. زجاجية ..
لكل واحدة منها مفتاحها ،
و رمزها السري الخاص بها ،
حتما يوما ما ستكسر كلها
و تعرف أسرار طال دفنها ...