خواطر طفل في العلوم

الوعي الفاعل في الاكسونات Exons، والوعي الهاجع في الانترونات Introns 

إن الحمض النووي منقوص الاوكسجين DNA كما هو معلوم يحتوي على مناطق تدعى بالاكسونات وهي  اختصار expressed region أي مناطق مشفرة، وتعني هذه المناطق المشفرة أن هذه القطعة أو المنطقة من هذا الحمض تحوي معلومات تترجم إلى بروتين معين.

بينما الإنترونات اختصار Intragenic، أي مناطق غير مشفرة من هذا الحمض، وبالتالي أي هذه القطعة لا تحتوي على معلومات انما تعزى إليها عملية التنظيم.

إن تعاقب الاكسون والإنترون كتعاقب الوعي واللاوعي في الكيان الإنساني 

ومع تمدد هذا الوعي واتساعه تنحصر مساحة اللاوعي، أي تتسع مناطق الاكسونات، تلك المناطق المشفرة التي تحوي معلومات، محولة مناطق الانترونات إلى مناطق أو قطع تحوي أيضا معلومات.

فيصح القول أن الانترونات هي الوعي الهاجع الذي ينتظر أوان تفعيله في الجين.

إن للإنترونات وظيفة كما للاوعي، في إظهار المساحة الواعية عن تلك التي لم يصل إليها الوعي.

لنتساءل اذا كان إنسان المستقبل توصل إلي تفعيل الوعي في الانترونات فما هي البروتينات التي سيتم تشفيرها؟ هل ستعود الخلية نفسها كما نفهمها اليوم؟  وبناءا عليه ماذا سيتطور في الجسد و ووظائفه؟ وكيف سيغدو هذا الانسان في وعيه للحظة يا ترى؟

أتذكر عندما طرحت الفكرة على بروفيسور مادة الجينات فابتسم :

مازالت في بداية درب فهم العلوم، فكرك أدبي يحاول أن يكسي العلم، لابأس تابع ربما تصل إلى مفادك وتفيد…

فسألته هل الانترونات لديك هي نفسها في نفس المكان لدي؟

أجابني: سؤالك بسيط، بالطبع لا، هناك فوارق طفيفة هي ماتصنع من الشخص شخصه فتميزه عن غيره…

الاكسون الواحد يحتوي على ١٢٠ زوج قاعدي تقريبا 

 والانترون الواحد يحتوي من ١٠٠ إلى مئة ألف زوج قاعدي تقريبا.

ومن الفارق بين عدد الأزواج القاعدية يتوضح مقولة بأن مساحة اللاوعي أكبر بكثير قياسا إلى مساحة الوعي.