13 أبريل . 2 دقيقة قراءة . 726
كنت جالسا، لا أفعل شيئا ذا أهمية، لم يذهب فكري لمكان خارج عن المألوف، ولم أحاول أن أشعر بما هو أبعد من واقعي في هذه اللحظات.
بدأت أشعر بهدوء داخلي، بانسجام لطيف، بدأت أحس أن أفكاري أيضا سلسة الحركة
تمدد شعور الراحة على عيني وها هو يربت بخفة على أكتافي وينساب برهفة بين أنفاسي فارتسمت بسمة عتيقة أصيلة على وجهي أرى إنعكاسها على أضواء السيارات المارة…
أحسست أني أستقبل السعادة وكل أصدقائها، أحسست أنهن في زيارتي…
أتراه لا يوجد إنسان سعيد؟
أتراه لا يوجد مكان أذهب إليه فأصبح سعيدا؟
أتراه السعادة من تلبسني، فتكون أنا، أما أنا فمن المستحيل أن أكون سعيدا!
أتراه لا يوجد أنت وأنا وهو ونحن وهم السعداء أو الغير سعداء، أو ليس لوجود كل ذلك أي وجود
إنما يوجد سعادة
يوجد عمل
يوجد حب
يوجد صحة
يوجد يقظة
يوجد شغف
يوجد حياة
هذه كلها كبيرة ونحن نحاول أن نلبسها رداء صغير أقل من حجمها بكثير، نحاول جبرها ارتداءنا، ارتداء من نتوهمه نحن، فنتوهم وهما على وهم أننا أصبحنا هي!
نحاول أن نقطعها ونأخذ القطعة الأكبر
نحاول أن نستبق الوصول إليها
وأن نخبئها في جيوبنا إلى الابد، ونصرف منها دون أن نمد يدنا على سرابها في تلك الجيوب
نحاول أن نقتفي أثرها في الأخرين فنقلدهم حتى نصل إلى نفس القدر منها فيهم، هم الأخرون يقتفون أيضا أثرها فمن يقلدون يا ترى؟
وترانا نحاول تضليل الآخرين وأنفسنا بدعاية عن طرق كيف وألف كيف كي نصبح، لكننا نمسي ونصبح ويمر العمر دون أن نصبح...
فنشيّد الشقاء، الكسل، الخوف، المرض، الغفلة، اليأس، الجمود...
أتراه أن الحكماء انبلجوا من هذا السر
أتراه أن أسياد الحب عشقوا بهذا السر
أتراها كل الاكتشافات والاختراعات والإبداعات أُنجِبت من هذا السر!
نظل نحن هذا الجرم الأصغر
حتى نتفاعل مع ذلك السر
فيحتوينا العالم الأكبر…
11 سبتمبر . 4 دقائق قراءة