سينما الإبتذال الجنسي العربية - لماذا نشطت في حقبة الستينات والسبعينات ؟

ربيع دمج

01 يناير  .   5 دقائق قراءة  .    10702

يعتقد كثيرون من محبي السينما العربية تحديداً الشباب منهم أنّهم يعيشون اليوم مرحلة الإنفتاح والجرأة في طرح المواضيع التي كانت محرّمة، حسب إعتقادهم، في المراحل الماضية.

"سينما الجنس" شقّت طريقها في العالم العربي منذ منتصف الستينات حتى منتصف السبعينات.

بين ليلة وضحاها توارت أفلام الرومانسية والحب البريء لتحل مكانها مشاهد ساخنة وأجساد عارية تماماً دون أي مبرر. ولكن لماذا؟ 

معظم نقاد السينما إتفقوا على سبب واحد لظهور مئات الأفلام الجنسية دفعة واحدة، وهي "النكسة" التي حلّت على العرب في العام 1967، يوم غابت الرقابة الفنيّة  بسبب ظروف الحرب. 

الإنتاج كان مصرياً سورياً لبنانياً مشتركاً إلى جانب دخول تركيا في لعبة صناعة هذه الأفلام التي صوًرت بأغلبيتها الساحقة في لبنان لسبب وجيه هي طبيعة لبنان الجغرافية والإجتماعية.

جيل أفلام الجنس وُلد في الـ1968

بدأت سينما الجنس تظهر في عالمنا العربي مطلع العام 1968 حيث برزت نجومية نبيلة عبيد وناهد شريف وسهير رمزي وميرفت أمين وغيرهن فيها، وكانت معظم أفلامهن المصوّرة في بيروت تحمل مشاهد شبه عارية لا لزوم لها سوى الترويج للفيلم. 

على سبيل المثال فيلم "مسك وعنبر" بطولة دريد لحام ونبيلة عبيد وناهد شريف وصوّر في العام 1968 كان محتوى العمل هزيل جداً وغير مترابط وما جعله حديث الناس تلك  مشاهد الإغراء والعري الغير مبررة. 

سوريا اليوم لا تشبه سوريا الأمس 

وفي هذا المضمار فقد شهدت سوريا تلك المرحلة ولادة نجمات إغراء وجنس من الوزن الثقيل على سبيل المثال لا الحصر الممثلة "إغراء" التي أنتجت وأخرجت ومثلت في عشرات أفلام العري، "أموت مرتين وأحبك" واحد منهم على سبيل المثال. 

أما الراحلة هالة شوكت فكان لها النصيب في تأدية أدوار فيها نوع من العري البسيط والإغراء الكثير. 

وهنا لا بد التنويه إلى النقد والهجوم الشرس على صناع المسلسل السوري "شارع شيكاغو" ( إنتاج 2020) بسبب مشاهد وصفها الجمهور والنقاد بالجريئة رغم أنها مبررة نوعاً ما، فكيف لو القوا نظرة على أرشيف الستينات؟   

 ناهيك عن أنه في مصر يعتبر فيلم "أبي فوق الشجرة" لعبد الحليم حافظ وناديا لطفي والذي أنتج في العام 1969 من أول الأفلام المصرية التي تضمنت مشاهد "حضن وتقبيل" تخطت المئة قبلة بين البطلين المذكورين. 

تلك المشاهد كانت مبررة حسب سياق النص، لكنها كانت جديدة ووقعها صادم على جمهور إعتاد على الحب البريء خاصة من قبل تلك الأسماء. 

وهنا لا نقوم بتقييم معايير الجرأة أو إدانة تلك المشاهد بل طرح إشكالية عن سبب خروج أفلام جنس ( بحسب النقاد والمتابعين فهي تخطت الـ120 فيلماً)، غير مبررة وليس عن المشاهد الموظفة بقالبها الصحيح. 

نصوص غير مبررة فقط من أجل "المال"

ونذكر عدد بسيط من أفلام الجنس التي أنتجت دون هدف سوى للتجارة والربح السريع بينها فيلم "أستاذ أيوب" بطولة فريد شوقي وصفية العمري وعدد من نجوم لبنان.

 وفيلم "عنتر في بلاد الرومان" العام 1968 بطولة نجمة البورن اللبنانية التركية سيافانا بدرخان  وبطل العالم في كمال الأجسام محمد المولى . وشاركت بدرخان  في عشرات الأفلام  اللبنانية التركية السورية المشتركة.حيث إقتصرت أدوارها على التعري التام.

في هذا السياق برع المخرج اللبناني محمد سلمان في صناعة هذه النوعية من المحتوى الفارغ المبني على كليشيهات جنسية، وله الفضل في إنتاج أكثر من 15 فيلم من المستوى والنمط ذاته، بينهم فيلم "غيتار الحب" بطولة صباح وجورجينا رزق حيث ظهرت ممثلة كومبارس ناديا رسلان في أكثر من مشهد عري تام.

سمير خوري ومحمد سلمان : الجنس مجاناً

أما مطلع السبعينات كانت بداية نهاية أفلام "البورن" الغير مبرر ففي العام 1973 أخرج اللبناني سمير خوري فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم" بطولة النجمة المصرية ناهد شريف وتم تصويره في الكويت ومن إنتاج مصري لبناني.

ظهرت شريف عارية تماماً وقد أجرت عملية تكبير لصدرها لزوم الدور، والذي تسبب لها لاحقاً بمرض السرطان في الغدد اللمفاوية.

وفي العام 1974 قام خوري بإخراج فيلم "سيدة الأقمار السوداء" بطولة المصرية ناهد يسري وحسين فهمي وصوّر في بيروت ويروي قصص الحياة الجنسية البوهيمية داخل الطبقات المخملية.

في العام ذاته قام فريق العمل بأكمله بتصوير فيلم "ملكة الحب"، وهو عبارة عن تابلوهات جنسية وإغراء وتأوهات غير مبررة.

"أبو سيف" قدّم وجبة جنسية راقية

على خلاف  خوري وغيره من المخرجين قدم المخرج  المصري الكبير صلاح أبو سيف من واقعية وجرأة مبررة ومنطقية في أفلامه منها "حمّام الملاطيلي" العام 1973، فكان أول من عالج موضوع المثلية الجنسية بشكل علني ربما أكثر مما يتم معالجته حالياً.

كذلك فعل سعيد مرزوق الذي أحدث ضجة ونقلة نوعية في عالم سينما الواقع والجنس على حد سواء، من خلال فيلمه "المذنبون" في العام 1975 بطولة سهير رمزي.

مختصر الفيلم " فنانة تستخدم جسدها لتحكم مصر من خلال معارفها وعلاقاتها المتشعبة" ولا يزال حتى اليوم من أهم الأفلام وأكثرها جرأة.

في تلك السنة دخل النجم رشدي أباظة والممثلة هند رستم وميرفت أمين لعبة أفلام الجنس من خلال "أعظم طفل في العالم" وأكثر ما يتذكره المشاهدون هي مشاهد ميرفت أمين عارية تماماً مستلقية على سريرها. غير ذلك لم يكن العمل على قدر وقيمة إسمين عملاقين كأباظة ورستم.

  من منصة مرداد كان معكم ربيع دج

  2
  1
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال