18 مايو . 2 دقيقة قراءة . 828
بدءًا يسعدني أن أتقدم بالشكر لأسرة مرداد الطيبة من أعرفهم ومن تعرفت من خلال منصتها عليهم ومن هم خلف الستار ولم يتسنى لي بعد معرفتهم، على إتاحة الفرصة وبشكل فريد لنشر ومشاركة رحلة القلم في مخطوطات أنفس مختلفة ومتنوعة ليعبّر عن سعتها، فضائها وسحرها الأخّاذ.
كثير من كتاباتي كانت محاولة تعبير عن لواعج النفس وعن حالاتها المتفرقة...
في كثير من الأحيان كان القلم منسابا وكأنه يعرف ماذا يكتب، أحيانا أخرى كنت أحاول الكتابة وتجربة التعبير...
لقد مررت بالمكان الذي كتب فيه نزار أشعاره فقلت آه يا نزار، ولم أستطع المكوث لأني خفت الآهات تحرقني
ولم أستطع الاقتراب إلى الأمكنة التي كتب فيها درويش لأني مشاعري أضعف من أن تصمد في الكتابة فيها، أو لنقل أن شخصيتي ليست قوية كي تعبر كشخصية درويش، وكم تمنيت لو أنني اجتمعت معه في جلسة فيحدثني عنه فأتشرب من رباطة جأشه...
واحتسيت القهوة من مقهى شعراء المهجر
فعرفت مزاجهم وعرفت النسمة التي كتبت فيهم
وأما ما كنت أحبه حقا، فهو تأثر قلمي بالطبيعة والجمال، فأحيانا كنت أشعر بأني أقترب من زهرة تحب أن تكتب وأحيانا أراني أتأمل جمال المرأة وبالنيابة أدع القلم يقبّل الورقة...
حاولت عبر القلم ملامسة النجوم ومداعبة شعر الحسناوات كنسمة ليل ناعمة والتطرق إلى مسائل وجودية والعودة بعد كل ذلك إلى واقعي ودراستي وعملي...
كان الكثير من كتاباتي وأنا أتأمل في حديقة وأنعم بصفاء، وبعضها بعد استيقاظي في منتصف الليل أحاكي السماء في رجاء، واخرى من أثر البكاء، وكما منها أثناء الحجر في غرفتي الصغيرة لمدة عشرة أيام، والعديد منها أثناء ضغوطات الإمتحانات... فكان القلم صبري،صديقي، ومحفزي، وفي وفاة والدي خير معزٍ، وفي ألمي لم يتردد أن يسكّن
أما عن أوقات الجمود فكان يصطحبني إلى أبعاد جديدة
أدركت حينها أن القلم ليس ملكي، ليس مني
إنما أنا من كان له شرف استضافته والتعلم منه
وكأن القلم يحمل فيه ذاكرة وجودية، وكأن القلم ناقل الرسائل الخفية...
كما ولم أكن ممن يقدّرون الكتابة فعلا قبل تعرفي إلى علوم الإيزوتيريك، فقراءة كتبها أعتق مكامنا أحبت البوح عن نفسها وعالمها الواسع، فمن خلال تلك العلوم أدركت أن الكتابة شاشة تعرض لصاحبها الكثير عن ما يجهله فيه فترشده حينا وتدعوه للتجدد حينا أخرى.
ومع ذلك فتجربتي في الكتابة مازالت في المهد ومازال هناك أماكن كبيرة واسعة في نفسي لم أستطع وقلمي الوصول إليها بعد
عدا افتقاري لمهاراتها من نحو وتأليف وتنسيق
بالطبع تقلقني بعض كتاباتي والآخر يستفزني ومنها ما لا يريحني كما ومنها ما أحبه فأقرأه وأقول " ياهيك الكتابة يا بلا" ومنها مايدعني أشعر بأني أمير الشعراء ومنها مايضحكني على نفسي ويدعني أطلق النكات... لكن من فوق نفسي والقلم أشاهد كل ذلك وأقول " كلنا هيك نحن البشر"
فالكتابة في مرداد علمتني تقدير الأقلام...
كما ولا أنسى كتابات قرأتها على منصته أحببتها جدا وأحببت التعرف على أصحابها، علّ لقائي بهم يأسرني هو الآخر فيحرر أنفاسي
أشكرهم هنا وأمنيتي لهم بحياة سعيدة كأحلى بسماتهم التي أعادو رسمها على وجهي وأنا أقرأ كلماتهم...
الكتابة لا تقف والقلم لا يتوقف مازال الإنسان نفسه يتعلم يتألم وينعم...
لا تكمن الأهمية في المكتوب، بل فيما ورائه
وها أنا الآن أتابع التقدم نحو ذلك الوراء إنما إلى الأمام من يدري قد يرد قلمي الجميل إلى مرداد
فالقلم نهر خالد…
مسافرٌ زاده الخيالُ
والسحر والعطر والظلالُ
ظمآن والكأس في يديه والحب والفن والجمالُ
شابت على أرضه الليالي، وضيعت عمرها الجبالُ
ولم يزل ينشدُ الديارَ، ولم يزل ينشدُ الديارَ
ويسأل الليل والنهارَ والناس في حبه سكارى
هاموا على شطه الرحيبِ والناس في حبه سكارى
وزورقٌ بالحنين سارَ أم هذه فرحة العذارى؟
تجري وتُجري هــواك نارَ حملتُ من سِحرها نصيبي…
النهر الخالد، غناء محمد عبد الوهاب، كلمات محمود حسن إسماعيل
أحبكم
02 أغسطس . 2 دقيقة قراءة
07 أغسطس . 2 دقيقة قراءة
04 يوليو . 3 دقائق قراءة