30 مايو .
1 دقيقة قراءة .
119
أظافري مطليةٌ باللونِ الأبيض الناصع ..
اللونُ مزعجٌ جدًا ..
همستُ على تخوّفٍ .. لن أمرر ذلك ...
رأيتُ إعلانًا عن مستحضراتٍ صناعية لإزالتِه ..
عقدتُ العزم ...
اليوم الأول ..
الساعةُ السابعةُ صباحًا ..
ذهبتُ إلى بيتٍ للدواء
تلجلجت عند طلبي للمزيل الصناعيّ ..
يعمل هناك شابٌ وسيمٌ
يبدو أنه ذكيّ ..
أخبرني أنّ كلَّ شيءٍ سيصبح على ما يرام
عُدتُ إلى المنزل ..
توارى عنيّ القمر
وبدأتْ الليلةُ
الظلماء ..
اليوم الثاني ..
الساعةُ التاسعةُ صباحًا..
ذهبتُ إلى بيتٍ آخر في شارعٍ جانبيّ
تحدّث الغضبُ عنيّ: أريدُ إزالة الطلاء ..
رفعتُ يداي ليراها شابٌ واقفٌ وراء حاجز
هز رأسه نافيًا وجود ما طلبته والتفت إلى التلفاز المعلّق على الحائط ..
..
لم أنم ليلتها
..
اليوم الثالث ..
الساعةُ الحادية عشرة ..
توجّهت إلى بيت صديقتي
تسكنْ في الطابق الأعلى
أتخذتُ السلالم ..
مرهقةً وعطْشى
التقيتُ في الطابق السادس مع رجلٍ ..
يرتدي جلبابًا وبيده كأسٍ من الماء ..
ابتسمتُ ابتسامة السائل المحتاج
هي لكِ .. قالها سريعًا
تمتمتُ بأنها صدفة سعيدة ..
ولمّا هممتُ أتشرَّبها..
قال لي أنه سمع عني
ومد يده بزجاجةٍ ورديّة اللون ..
أخبرني أنّ عملها كالسحر
تركتُ المياه .. أخذتُ الزجاجة ...
رحلت ..
لم أذهب إلى صديقتي
أراني في غرفتي أحاول إزالة الطلاء ...
منذ قرابة الثلاث ساعات ...
ولم أزل
أحاول ..
اليوم الرابع ..
الساعة الواحدة تمامًا ..
أجري ..
في الشارع
بين الناس
وحول الناس
ومن خلالهم
ومن فوقهم
وأسفل منهم
مثل الهواء .. توجهتُ أخيرًا
إلى جدتي ..
أظافري مدمَّمة ووجهي شاحب
تحمل خلاياي صدماتِ جيلٍ بعد جيلٍ
جدتي توقفتْ عن الكلامِ منذ زمنٍ طويل
وجروح الأرضِ تئن
أحضرتْ لي إناءً كبيرًا به عصير الليمون وقطراتٍ من الخل
غَمرتُ فيه يداي ..
تأثيره حارق ...
..
لفَّت جدتي يداي -المنهكة- بالورقِ الأخضر
وفهمتُ منها أنْ أنتظر الفجرَ حتى أزيلُ الضمادات ..
اليوم الحالي ..
الساعة الآن ...
أكتبُ
في انتظارِ
الفجر ..