ظلال ياسمين

02 يوليو  .   2 دقيقة قراءة  .    252

كلما اضطررت لطلاء أظفاري من أجل سهرةٍ ما أو مناسبةٍ ما، يصيبني ارتباكٌ في اليوم التالي. لا أعرف كيف أحافظ على هذه «البويا» ولو ليومٍ واحد. أكره ارتداء القفازات. أريد أن أشعر بالماء عند جلي الصحون، فبيني وبين الماء عشق لا تفهمه اختصاصيّة التجميل... ولا الرجال الذين يبحثون عن نعومةٍ أو أنوثةٍ فوق جلدي. 
.
لا أحبّ تقليم أظفاري عند اختصاصيّات التجميل، لكنّ الخشونة حول أظفاري جعلتني أخبّئ يديّ عندما أكون في حضرة البروتوكوليين وقلّلت ثقتي بنفسي. فضلاً عن أنّي أكره الثرثرة عندهنّ، في غرفهنّ الضيّقة. وأقرف من استعمال أدواتهنّ ولو أنّها مطهّرة، فما بالك عندما أرى أحياناً الدماء تسيل تحت المبرد.. وأخجل من أن أحضر معي أدواتي الخاصّة.. وأخجل من أن أحضر معي صمتي.
.

كم أراني حوّاء لم يخترعوا لها بعد مبرداً للأظفار، وشوكةً وسكيناً وملعقة، كم أراني عارية حتى من أوراق التين.

.
كلّما قلّمت أظفاري عند احداهن، أراني أبكي جدّتي حوّاء من جديد.. وأشتاقها... أشتاق همجيّة أنوثتها... أمّا تلك الفتاة الصمّاء الخرساء الجميلة التي ترتّب لي أظفاري، فأراني أفتش عنها من بين الثرثارات في صالة التجميل:

ساد الصمت بيني وبينها وهي تمسك أصابعي وتقلّم أظفاري لأكثر من نصف ساعة. عرفت متأخرة أنّها صمّاء وخرساء حين لم تجب عن سؤالٍ صغير طرحته عليها. أجمل ما حدث هناك في الغرفة الصغيرة، أن تكون مع شخصٍ تفصله عنك طاولة صغيرة في غرفةٍ ضيّقة من دون الحاجة إلى الكلام، وأقسى ما يكون في الأمر، أن تضطرّ لخنق بكائك... كان وجهها جميلاً حدّ الدهشة.. كظلال ياسمين.

.

___
من #رواية #الوطن_صغير_لا_يتسع_لبيانو #جمانة_وهبه  #دار_الفارابي وعبر موقع نيل وفرات
 #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب 

  2
  6
 0
مواضيع مشابهة

30 مايو  .  1 دقيقة قراءة

  0
  6
 0

12 مايو  .  2 دقيقة قراءة

  0
  2
 0

22 مايو  .  1 دقيقة قراءة

  1
  4
 0

24 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  0
  3
 0

03 فبراير  .  2 دقيقة قراءة

  1
  5
 0

27 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  1
  3
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال