08 يوليو .
1 دقيقة قراءة .
260
أين أنت؟
وما اسْمُك؟
بعد منتصف الليل
أستلقي على فراشي ...
أُنصتُ إلى صوتِ المطر المنهمر
في الثالثةِ صباحًا .....
ألتفُ حول جسدي سعيًا للدفء
أكاد أستشعر وجودك ..
تتسللُ يداي في الظلام
تبحث عنك ...
يضرب البرق غرفتي للحظاتٍ ...
ثلاثُ لحظاتٍ تكفي لأعرف ..
أنني وحدي بالغرفة
وأنني قد تركتُ حمالةَ الصدرِ ملقاةً على الأرض
وأنّ زجاجة المياه بجواري فارغة ...
يزداد هطول المطر مع سيلٍ من الأفكار..
آنستني فكرةٌ
واحدة ..
"نحن معًا وإن لم نلتقي"
أنام على تردُّدِها ..
تهويدةٌ لطفلٍ خائف
جاء الصباح بنورهِ المؤلم رغم
وجود غمَامَةٌ سوداء على عيني ..
تقلّبتُ في منامي أفكر..
لا أعرف لون عين أبي وأمي ...
على هذه الأرض .. وعند الولادة
تُوضع غمامةٌ سوداء على أعيننا
يُقال أنّ ضوءَ الشمسِ يؤذي
وأنّ الألمَ قاتلٌ فاجتنبوه ...
لا يُسمح بنزع الغمامات إلا في الليلِ الدامس ..
فلا نرى ..
حتى أنا ... لا أعلم لون عيني ...
ماذا عنك؟
لون عينيك؟
أين أنت؟
وما اسمك؟
تهب الرياح فتتحرك الستائر لتسمح باقتحام ضَوْءِ الشمس ...
عمليةٌ مُدبّرة لإخراجي من رأسي
وصوتٌ خافتٌ يُردد
"نحن معًا..
أتحركُ متثاقلةً
في محاولةٍ لاستيعابِ واقعٍ
وإن لم نلتقي" …
أَعد خطواتي المحفوظة منذ الصغر
واحد .. اثنان .. ثلاث ..
أربع .. باب الحمام ..
إلى اليسار خمس .. ست .. سبع ..
أستشعر ثِقَلْ يدٍ على كتفي تسعى لإيقافي .. لكن
أستمر .. الحادية عشر..
الثانية عشر..غرفة الطعام.. أتجاوزها..الرابعة عشر
الخامسة .. السادسة عشر وقليلٌ من السلالمِ .. أنا في الشارعِ وسط الناس ...
نسير معًا ... جمهورٌ عظيمٌ بالغماماتِ السوداء ..
نَهْرع مسرعين
لوجهةٍ لا نراها..
اليوم ... وكما اليومِ السابق
تُلاحقني أنفاسٌ دافئة
تغازل رقبتي ..
تحثُّني على خلعِ الغمامة ...
كل يومٍ أتعهد: غدًا سأتوقف وأستدير لأرى .. غدًا هو يومٌ بلا غمامات ..
يأتي الغد .. وألتحمُ مع الجمهورِ العظيم
أتماهى وأعد خطواتي غير منتبهةٍ ليدٍ منقبضة ... تتجهُ نحوي ..
ولكمةٌ في صدري .. توقفت
.
.
.
ظلام
توقفت ..
شهيقٌ
لا يوجد ما أتنفّسه
سقطتُ و
الآن
نزعتُ الغمَامَة ...
كان يوماً كالأيامِ السابقة غير أنني
توقفت ..
زفيرٌ
أتى صراخًا
وتخبًّطًا ..
ارتباك الناس من حولي
ملائكةٌ تُصلِّي
واضطرابي أنا ..
ونزيف صدري ..
توقفت ...
ما اسمي ..
لون عيني ..
من أنا؟
هل ترى؟
...
أنا ...
أنت
.
.
.
16 أكتوبر . 4 دقائق قراءة