أنماط التعليم و نتائجها

Mustafa bajalan

15 نوفمبر  .   5 دقائق قراءة  .    198

أنماط التعليم

[الجهل و الحماقة] يولدان فراغاً في نظام ]النفس[، و]العطش[ و ]الجوع[ يولدان فراغاً في الجسد، والطعام يسد الفراغ الجسدي، والمعرفة تسد الفراغ النفسي.

الإشكالية هنا، هل الطعام كافي لنمو الجسد و سد رمق الجوع؟

لا شك في أهمية الطعام بمختلف لذّاته وأنواعه. لكن من الناحية العلمية والتفصيلية الطعام نوعان (صحي) (وغير صحي)، طعام يحافظ على الجسد و طعام مفسد للصحة والجسد بمرور الزمن و تقدم العمر.

و]المعرفة[ كذلك بمختلف صنوفها و أفرعها - الأكاديمية - البحثية – المدرسية، منها النافع ومنها الفاسد. والاثنان تبرز نتائجهما على الشخص والمجتمع بمرور الزمن وتقدم العمر، كونهما جزء أساسي من حياة المجتمع والدولة، ويُصرف على المجال العلمي المعرفي جهد مالي و بدني في سبيل التقدم و المضي قدما في صراع الحضارات القائم والتدافع البشري.

لكن المعرفة[ أشبه بالطعام من ناحية التشبع، إذا كان التشبع بمعرفة مزيفة فاسده أو التشبع ب[لا] معرفة، أو بمعرفة صحيحة لكن دون الخوض في البحث العلمي او التجريبي، نتيجة كل ما ذكر تبرز بمرور الزمن و تعكس و تؤثر على سلوك المجتمع.

والتركيز هنا على تربية وتنشئة الأجيال في البلدان المتقدمة الديمقراطية، تبدأ رحلة المعرفة من رياض الأطفال من خلال تهيئة بدنية وتمارين السياحة في الأرض والاستكشاف، مثال بسيط على ذلك توجيه الطفل على قطف الورد ووضعه في إناء الماء، أو رحلة برية أو اللعب في الساحات الخارجية المخصصة، هذا كله يولد حس الابتكار والإبداع لدى الطفل ويُطبع عنده. وغيرها من الممارسات البدنية المحفزة للعقل إلى مرحلة المدرسة والتمهيدي ومن ثم الجامعة.

وخلال هذه الرحلة لا بد من وجود مناهج علمية وأدبية صحيحة تحفز الطالب وتؤثر ايجابيا في عقله مع النشاطات التحفيزية البدنية والعقلية، وهنا لا نجزم بأن المواد التعليمية المتبعة في هذه البلدان كلها نافعة أو صحيحة من الناحية العقدية او الأمور الغيبية، لكن المثال على الأسلوب العلمي المادي ونمط الابتكار والبحث المادي والأدبي والعلمي، نابعة من البحث والتدبر، تولد الطاقة الإنسانية لخدمة المجتمع والدولة وتمهد للإنسان الاعتماد على نفسه والبحث الشخصي.

ماذا عن البلدان النامية؟ أقصد متخلفة من الناحية الأكاديمية ومجال الابتكار والبحث العلمي. إذ أن مناهجها الابتدائية كل تركيزها على تقديس السلطة والتحريف بمواد التاريخ والتلاعب بما يوائم سياسة الحاكم وزرع العبودية لدى جيل كامل، والمواد العلمية ناقصة للبحث التجريبي والتغيير المنهجي بما يتواءم مع أحدث الاكتشافات؟

وإرسال اساتذة الاختصاص إلى الجامعات العالمية لكسب الخبرة ونقلها للبلد الأم والاستفادة من كل ما هو جديد.

ناهيك عن سياسة نظام قبول الجامعات التنافسية تصاعديا إلى الأسفل، يصبح كل هم الطالب الحصول على درجة عالية دون التركيز على فهم المادة والبحث عن المواضيع واستنباط التجارب والاستفادة منها وتصحيح المسار المجتمعي.

من هنا يبدأ ترسيخ نمط الطبقية في المجتمع، بتنافس سلبي لا ابتكاري تحفيزي.

يولد هذا التنافس البحث خلف المنافع الشخصية وإبراز الذات والنمطية في المجتمع دون الخوض في التجارب الملهمة وإنتاج ما هو مفيد للمجتمع والدولة.

من هنا شخصنا العلل ونذكر بعض الحلول الأساسية فقط وليس الكاملة لأن مثل هذه الاشكاليات في المجتمع تحتاج إلى باحثين وأصحاب اختصاص وتطبيق:

·       التركيز على اليافعين من خلال التهيئة البدنية والنشاطات الاستكشافية وزرع مبدأ الابتكار لا ]الحفظ[. من شأن هذا أن يولد لديهم انطباع بأن العلم يأتي من خلال الابتكار و ليس الحفظ،

·       زرع أو توليد حس التدبر لدى اليافعين و توفير مكاتب وطنية تحتوي على مختلف صنوف الكتب لمختلف الأعمار والمجالا،

·       تشكيل لجان عليا لوضع آلية قبول الجامعات غير نمط المعدلات بما يناسب كل طالب و إبداعه

·       تأسيس لجان اجتماعية توعي الأهالي حول كيفية تحفيز الطفل والتربية، لأن هذه المشاكل ليست فقط بسبب السياسيات الإدارية الحكومية انما جزء كبير منها تقع على عاتق المجتمع

ربوا اولادكم على أن النجاح والشهرة والجاه والرزق ليس حكراً على الطبيب والمهندس، هذه الافكار تزرع العبودية وتقتل مجال الإبداع في الطفل.

علموهم أن النجاح يأتي من الرغبة وليس التقليد.

 

  3
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال