حلم الظهيرة

تحوم فوقي غمامة من أرق ، حزن و ألم .. يتآكل فؤادي ، تذبل أوراقي و تجف أراضيّ لتصير قاحلة لا تصلح للحياة .. يقوّضني الوجل مكبّلا إيّاي بقوة .. يؤرقني الخوف من الآتي ، تهجرني الطمأنينة و يجافي النوم عيناي .. أكافح منذ الأزل لإبراز لحن كماني في مقطوعة الحياة الصاخبة هذه .. حياتي تشبه الفيء في نظري .. أُسحب بكل كياني و مشاعري نحو الخسران .. أحاول التشبث بكل تلك القوة التي وُهبت .. لكن دون جدوى .. فأنا لا أمتلك سوى الإذن للذهاب حيث تذهب الشياطين .
لكني لمحت ضوءا يضيء الأفق من بعيد .. ملاك قد أتى ليبدّد غمامة الحزن .. ليرسم على شفتاي تلك الإبتسامة العطرة .. أما عيناي ، فلينيرهما بنور الفرح .. و كأنما وقت تفريج الهم قد آن .. إنتفض قلبي حماسا .. فرقص وتيني على إيقاع كلماته المطمئنة .. قال :"سآخذكِ حيث يبدأ الربيع ولا ينتهي ، تعالي إلي .." . إقتربت منه .. لمست أحد أصابعه و حينها .. إستفقت.