التشكيلي الفلسطيني ناصر السومي واضاءات شخوص ذاكرة وطن

يظل الفنان العربي الفلسطيني  التشكيلي العالمي ناصر السومي المقيم منذ سنوات في باريس ، من اهم رموز الحداثة الفلسطينية في واقع جماليات الفن التشكيلي العربي الفلسطيني، حيث يظل اكثر الفنانين التشكيليين الفلسطينين تحررا من صيغ المباشرة الفلسطينية التي تدور حول واقع جماليات الزخرف و محليات الرسم الواقعي وتفاصيله . وتكرار الثيمات الوطنية الجاهزة، التي تمرد عليها . وابدع في خصوصية عمله الفني . المنجز الذي يشتغل عليه في منتهى الخصوصية . عندما يتامل الشكل والتكوين وكانه طقس من طقوس المبحث الجمالي . حيث يزاوج مابين ذهنية الشرق والغرب . لتصبح ابحاثه الفنية المفاهيمية . احد اهم تجارب الفنانين في فلسطين . وحيث وهو أكثر فناني فلسطينين الذين اشتغلوا على مفاهيم الفن التشكيلي العالمي، مستفيدا من وجوده في باريس عاصمة الاضواء والجماليات المتحركة من عقد رسوبيات الشرق التقليدية،  حيث تراه منفحتا على الآفاق الرحبة، وجماليات عالم إنتاج اللوحة الفنية، ليس لوحة مسندية وحسب، بل يعيش العمل الفني، كحياة وانفعال ومن فضاء ذلك السيميائية المفتوحة على الاتجاهات والخامات والخدمات الجمالية، وقد وظف طاقاته الابداعية، راسما لمساراته وممارساته الفنية، خط اتجاهاته الابتكارية، ومابين حيز ذلك الخروجات واستثناءية ذلك انطلق وادهش، اصاب وخاب في زوايا اخرى، ولكنه كمتمرد على الاطر الجاهزة، صنع لنفسه ، والفن الفلسطيني المعاصر، جدوى انفتاحه الجمالي على فضاءاته المبدعة،  لهذا سكب جدوى انفعاله في خصوصية عمله الفني المشغول وفق خاماته المفتوحة على المكان والصورة والتمثيل والتركيب والمفاهمية الحداثية، ونشط بشكل كبير وجريء مما احدث واقع جمالي يحسب لصالح الفن التشكيلي العالمي، ومنها اخذ الحضور الانساني الجمالي مع قيمة عمله مكانة محترمة ، كذلك فعل في تاريخ سيرته الفنية والحياتية والعملية ، وسجل خصوصية بذلك في تفرد وسخاء، ولهذا يظل احد رموز الموجة الجديدة، ومن طلائع الجيل الانفتاحي التشكيلي الفلسطيني الذي بضم موجة مدهشة من اكفاء فناني هذا الاتجاه الفلسطيني المعاصر في نبض روح العطاء التشكيلي الحديث، مع منى حاطوم واخرون . لهذا يرى انه «على العمل الفني أن يرتبط بحياة الناس وتاريخهم؛ أنتَ تعيد اكتشاف بيوت فلسطين ومدنها من خلال ذاكرة النيلة» . خاصة ان الفنان المعاصر ناصر السومي من مواليد 1948 جنين في فلسطين . وقد درس ناصر السومي الفنون الجميلة في كل من دمشق وفرنسا. وأقام ناصر السومي عدد من المعارض الشخصية . كما وشارك في عدد من المعارض الجماعية حيث عرضت أعماله في كل من متحف طوكيو والمتحف الوطني في مدريد ومعهد العالم العربي في باريس. ويمكن الإطلاع على أعمال السومي في المجموعات العامة كتلك المتواجدة في متحف الفن الحديث الوطني في تونس وفي المتحف الوطني العراقي. ويقوم عمل ناصر السومي على تحويل المواد العادية إلى أعمال فنية حيث تتألف معظم أعماله من تركيبات فنية تتميز باللون النيلي. وهو يقيم ناصر السومي حالياً في باريس.

وهو المشبع في تقنيات عالم الفنون الجميلة . مع هواجس علاقة الانسان في المكان . مع حقيقة الايقاعات النابضة بالايقاع المستمر . حيث يعشق حقيقة دمج كينونة الانسان في هوالم كشوفاته الفنية الاخرى . مستفيدا من قيمة حسه الشاعري . ومحفورات عشقه لاعماق انسانية الانسان . الذي يريده في منجزه الفني . حقائق جماليات ساحرة تدعو المتلقي الى اشراكه كعنصر في تكوين عمله الفني . حيث التيه في نداءات الجسد المتعب . عبر تقاسيم كل ماهو مرئي . وسرمدي يريده حالة صوفية . يصدح بها دائما .و كما هو تثير بنا الاعجاب والدهشة بالوانها المتوالدة . اتجاه نتاجاته واشعاره . ومناطق ترحاله وانتاجه للفن التشكيلي . وفق رواياه التي تنفلت منه في التماعات مختبر اللاوعي . لاكوام الصور المختزلة عن ذاكرة وطنه . 

عبود سلمان / كندا