الخروج من «منطقة الراحة» مفتاح تحقيق المعجزات

27 أغسطس  .   2 دقيقة قراءة  .    878

 

كلنا قد سمعنا بمصطلح«منطقة الراحة» او ال «comfort zone» وهو مفهوم يعتمد على الرتابة و العيش ضمن حلقة ثابتة ،مألوفة، تمنعك من تغيير الواقع الذي تعيشه لانك معتاد عليه ،و تخشى ان تضهر خارج حدود منطقة أمانك لتجربة شيء جديد, فهذه المنطقة اعتبرها شخصيا بأنها خاصة بكل شخص اختار أن يعيش طوال حياته في روتين دائم دون القيام بأي تغيير ، فتصبح حياته وأفكاره ككتلة واحدة , وتختفي دافعيته اتجاه الحياة .

صحيح ان الكثير منا يمتلئ يومه بالتكرار فتجده يستيقظ في وقت محدد و يتفقد إشعارات هاتفه ويذهب إلى عمله ليقوم بنفس العمل وبنفس الطريقة ثم يعود ويتناول طعامه وينشغل بتصفح النت ليعود و ينام .

تفاصيل حياتنا اليومية هذه لن تتغير، إلا إذا أضفنا نحن عليها التغير و قررنا الخروج من منطقة الراحة و هذه الخطوة ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض، لأنها تحتاج إلى قناعة وإرادة و اصرار للقيام بالتجديد ...

جميعنا يعلم أن أسهل ما علينا فعله هو البقاء ضمن نطاق الأمور التي نعرفها ونعرف كيفية التعامل معها، دائماً ما يفضل الشخص البقاء في المكان نفسه مع نفس الأشخاص، والسبب هو الشعور بالارتياح والأمان.
لذلك قد تتغاضى عن حاجتك للتغيير والتطور مكتفياً بوضعك الراهن، وملتزماً بالبقاء في منطقة الراحة الخاصة بك.

و لكن كيف ستكتشف إمكانياتك الحقيقية ، وقدراتك وطاقاتك ، اذا بقيت عالقاً في مكانك الآمن فإنك بذلك لن تستطيع النجاح في أي شيء بدون المغامرة و بدون الخروج من تلك المنطقة ،واختبار عوالم جديدة ...
لذا اسأل نفسك هذا السؤال..
-أيهما تفضل , التغيير أم البقاء بالمكان الذي انت فيه ولماذا ؟
اعلم ان تغيير وضعك ليست بمهمة سهلة، بل تتطلب الكثير من الشجاعة والصبر والوقت و الجهد. 
بدايةً يمكن ان تشعر بصعوبة الخروج دفعة واحدة من دائرة الراحة لديك، فالامر الجيد هنا هو أنه بإمكانك الخروج بالتدريج فما عليك فعله الا أن تجرؤ على تحدي نفسك و تَعلُم المخاطرة أي أن تتوقف عن تجنّب ما هو صعب .
و لكي تتحدى نفسك ،عليك أن تأخذ زمام المبادرة و تتحرك إذ لا يمكنك انتظار أن يحدث أي تغيير في حياتك و انت جالس في منطقة راحتك دون القيام بأي مجهود ، فالبقاء ضمن نمط روتيني من العادات المحددة يجذبك بقوة لتبقى في دائرة الراحة، لانك ستكون دائما مُرتاحا مع ما اعتدت فعله، وستعتقد دوماً أن ما تقوم به مريح و يناسبك.
ولكن إذا كنت تريد الخروج واستكشاف ماذا يوجد خارج منطقة الراحة الخاصة بك، يجب أن تبدأ بخطوة مهمة الا و هي كسر حاجز الخوف و تغيير نمط عاداتك اليومية، و تجريب القيام بأعمال جديدة لم تكن معتاد عليها من قبل .
فالخروج من المألوف للغير المألوف يجعلنا نشعر بمدى متعة القيام بأي أمر وأي عمل ولو ان النفس قد تنسجم مع السير في الحياة على وتيرة واحدة لما أوجد الله  الصيف والشتاء - الحزن والفرح - الليل والنهار ...الخ
فالحياة بطبيعتها متغيرة و بحورها واسعة، وفيها أشياء كثيرة تستحق التجريب .
لذا خذ قرارك من اليوم بتغيير نمط حياتك في حال كانت مملة و على نسق واحد 
بأن تضفي لمسات جديدة على أيامك , حاول ان تقوم بأمور لم تقم بعملها من قبل ،حاول ان تقوم بعملية ( إنعاش ) لحياتك حتى لا يتسرب الشعور بالملل شيئاً فشيئاً الى نفسك...
نقطة مهمة احب ان انوه عليها ايضاً في حال اخفاقك و عدم قدرتك الخروج من منطقة الراحة فالسبب يكمن وراء
غياب الحافز (الدافع) لديك نتيجة الخوف لأنك تجد جزءا منك يخشى التغيير أو الفشل، الإنسان بطبعه يخاف المجهول وبسبب شعور الأمان في الوضع الحالي أو المكان الحالي لا يرغب في التغيير،( الخوف بمعنى الحرص أو الحذر أمر جيد لكن الخوف المبالغ فيه يجعل الأنسان بطيئاًً ومتردداً وحذراً بشكل مبالغ فيه، ويقف عائق في طريق تقدمه في الحياة).

اذاً عندما يكون الخوف هو السبب وراء غياب الحافز لديك، أسأل نفسك هل هذا الشعور بالخوف منطقي؟ ولماذا أخاف من حدوث هذا؟ وما فرصة حدوثه؟ 
سوف تختفي مخاوفك عندما تكتشف أنها غير منطقية.

تذكر دائما ان أي مهارة أو تجربة جديدة في الحياة هي شبيهة بتعلم السباحة مثلا، حيث بالبداية تشعر أنه من الصعب تعلم هذه المهارة أو الدخول بهذه التجربة لكن بعد فترة من ممارسة هذه المهارة تشعر أنه بإمكانك ممارسة هذا الفعل بسهولة دون توتر او خوف.

ختاما عزيزي القارئ ،مهما حققت لك منطقة الراحة من شعور بالامان و راحة بال إلا أنك أنت الخاسر في النهاية، فقد حرمت نفسك من تجريب كل ما هو جديد في الحياة ، فاذا كنت حقاً غير راضٍ عن نمط حياتك فما الضرر إذاً من الخروج من منطقة راحتك التي يمكنني ان اشبهها بصندق ضيق يحبسك داخله ، لذا تحرك و اسعى للخروج منه قبل أن يضيق عليك الخناق بالداخل، فتصبح أقل أبداعا وطموحا، فالخروج من ذلك الصندوق بكل ما فيه من أمور روتينية، و مألوفة، سيعمل على خلق نسخة متجددة منك تساعدك على التطور يوما تلو الآخر.
بقلم ابتسام عطالله الرمحين 
 

  6
  7
 0
مواضيع مشابهة

14 مارس  .  1 دقيقة قراءة

  2
  2
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال