قراءة نقدية في تجربة الفنانة النحاتة اللبنانية الرائدة سلوى روضة شقير

Aboud Salman

03 سبتمبر  .   1 دقيقة قراءة  .    882

سلوى روضة شقير ( الفنانة والنحاتة ) رائدة الفن التشكيلي العربي اللبناني الحديث . ولشدة أهمية تجربة الفنانة التشكيلية اللبنانية الرائدة ( النحاتة سلوى روضة شقير ) في فصول حياتها . تكمن ريادة مسيرتها الإبداعية . حيث هي من روح الثمار الناضجة . لتاريخ نشأة الفنون التشكيلية في لبنان . في تاريخية فن النحت بلبنان . و حيث بها تكمن روح التجربة المتميزة . في فعل الخلق العملي . لإبداعات مجموع الجهود الجمالية في مسيرة معاييرها التشكيلية . التي بدأتها في فنون الرسم والتصوير والنحت . وكل ما يساير زمن إبداعها التشكيلي . الفني . في اثر انجازاتها المتقدمة . بعناد طبيعي . اغلب عناصره الموهبة الدفينة . وعلوم نقدها الجمالي . لعلاقتها بالطبيعة . والمكان . بزمان تمرحل روح الأصالة والخبرة والثقافة المعمقة . بتجدد إبداعي . لا يمكن إغفاله في روح ريادة التجربة . في مسيرة الحركة الفنية التشكيلية اللبنانية . والعربية . والعالمية . ولأنها في روح تجربتها . ناتج كل ما هو ذاتي وموضوعي . في عملية الإبداع الفني . جاءت فلسفتها الجمالية . بروح تناول المفردة التشكيلية . حيث كانت لديها موسيقى تحقيق القيمة الإبداعية . لروحية تأملها مع الكتلة والفراغ . ودراسة الانفعالات الجمالية . المتموسقة بدارمية خدمة الكائن التشكيلي لاعمالها النحتية . التي وجدت روحها في قلب روح كل كائناتها الجمالية . النحتية . في قنوات ملاحظاتها الابداعية . لما يحيط بها من جماليات المكان . في تحولات الكائن الجمالي . حيث الشكل الهندسي بحس معاصر . ووفق تجريدات عشقها . لخدمة العمل الابداعي . والتكوين المراد تحقيقه . بشاعرية تامة . ومميزة . ولانها في العملية التشكيلية الابداعية . وفي بناء العمل . تريد تجسيد مفردة اصرار الانسان . على مخاطبة الواقع بجمالياته المنسية . جاءت رؤيتها في الطرح الفني والتقني . في توظيف اشكالها المنحوته . وكانها عمائر امواج بحر انسانية الانسان . حينما يصادق الانسان . فنون زوايا المكان . كي يكون المكان . فضاء لتوظيف الانسان . ومن حرصها الدائم . على استقلالية مسعاها الابداعي . رفضت بعناد مصيري . تقليد كل الكوائن الحية . دون الولوج في فلسفة ايحاءاتها لشفافية وعيها الفكري والجمالي . والابدداعي . حيث المجال التشكيلي . ذاكرتها الملئية بالذكريات الدفينة . في ملامس سطوح مكعباتها الابداعية . عندما تضع مفارقات اعمال الخشب والحجر . وتقنيات المادة . في روح معدن محاكاتها الصرفة . كي تخلق من كوامن معداتها الحجرية والمعدنية . والخشبية . وبعض موادها البلاستيكية . روح ايقاعاتها الجمالية الداخلية . حيث اريد من فن النحت . روح الازدهار الابداعي التجريدي الصرف . الذي ينقل لها افق تراثها الجمالي . في افق عناصرها ودلالاتها . بمضامينها . ذات المناخات الابداعية . التي جعلت من كتل ابداعاتها المنحوته . دوائر علاقاتها الفكرية . والجمالية . في حس بناءات الشكل المجرد . ذو الاحساسات المتناغمة . في جوانيات روح الفنانة ( سلوى روضة شقير ) التي عملت في نحت الحجر والخشب . وحفرت اخاديد ريادتها الكبرى . في فن صعب . قد لايتعرف بجهود امراة به . لولا الاصرار والعزم والهمة . والموهبة . والتحدي . لهذا شكلت من عالمها الفني ومسيرتها الابداعية الفنية . روح الرؤية الفنية . المعاصرة . باسلوبها الفني المسجل لها وكانه ماركة مسجلة . ترفض التقليديات المجانية . في فن النحت الشائع . ولانها صاحبة فن وفكر . وصاحبة مدرسة ابداعية . في اسلوبية هامة . جاءت اعمالها متحف لجمال فن النحت اللبناني . في روح الهواء الطلق . وفي تجسيدات عمر التراث والمعاصرة . حيث جسدت بتلك المعادلة الابداعية . الشائكة . روح منجزاتها الفنية التشكيلية . ومنها قدمت في فن الخشبيات . وعي المولعة باشجار الارز التي استعملها الاولين . في بناءات السفن والمعمار والحفر النافر . على ايقونات المقدسة . لتكون هي في مسعاها . روح اشجار لبنان العظيم . عندما يقدم عناصر الطبيعة . لابناءه المبدعون . كي يكونوا في روح الفن الجميل والعصر الحديث والقديم . فن كل الامكانيات المتاحة . في ارض علم الجمال والانسان . والطبيعية . لهذا كانت ( سلوى روضة شقير ) الفنانة الناضجة في الساحة التشكيلية اللبنانية . والاولى في فنون النحت اللبناني . بجوار المبدعون الاوائل والراود . كيوسف الحائك وحليم الحاج والاخوة البصاصبة . واخرون . لاينساهم الزمن . مهما تقادمت الايام . وجعلت من ارثهم . منارة للاجيال المبدعة . ولانها الفنانة النحاتة الاولى . فقد كانت تمتاز اعمالها النحتية في فن النحت على الخشب . بروحية انتقاء الخشب ذو الكثافة العالية . وهي تبذل في روح منحوتها كل المعاني الكبرى . في محاولة جمع ترديدات كتلها النحتية . في ترديد مكثف . في محاولة جادة منها . لانجاز عملها الفني في كتلة واحدة . منها نرى روح التجريد المكثف في علائق ايقاعاتها الجمالية . في تجريدياتها . التي تمكن بها حيوية الشكل والمضمون والعناصر المشكلة . في روح ملامس سطوح الكتلة المنجزة . بلمعان سطوحها . المشبعة بغرابة روح تكوينها . وخشبياتها التي شكلت مناخاتها الاولى في فن النحت . حيث تغلب عليها في كامل شططها الابداعي . روحانية المركبات الفنية . في خصائص تكوين العمل الواحد . ومنه تتموضع علاقاتها الجمالية المختلفة . وتتموسق باصرارها العنيد . على خلق اجواء مختلفة لموسيقى الكتلة . والفراغ . بفضاء لا محدود . ومنها ماعملت عليه في خصائص فنها . وعلاقته بطبيعة الانسان والطبيعة . حيث كانت تجريدية الهوى والمزاج . والفكرة والابداع . وبمضامين رومانسية داخلية . كانت تنحت اعمالها وكانها في روح بناءات القصيدة الجمالية التشكيلية . التي تدوزنها بموازين القصيدة الموزونة . بمراحل عدة . تحمل في طياتها مشاهدها الاحتفاءية بذات الروح والتكوين . ومنها تؤلف منحوتاتها الجمالية الابداعية . بقطع مختلفة القياسات والعدد والحجوم . ومابين قطعتين او ثلات . او اقل . او اكثر . تفرد الفنانة النحاتة ( سلوى روضة شقير ) عالمها في قاماتها الجمالية . وعلى مسطح واحد او عدة وجوه . تشكلها بتنغيمات روح الخشب وثناياه . او عبر مفردات ملامس سطوح المعدن او الحجر . والمواد الاخرى . ولانها وفي معرض زيتياتها ومنسوجاتها . ومنحوتاتها . قد كونت هويتها الفنية الابداعية . جاءت معها تحولات الشكل التجريدي . وكانها كوامن فريدة . من ابداعاتها ذات الاسرار الدفينة . في روح رصانة اسرار مكعباتها الابداعية . حيث الكائنات ذات ملمس وبناء تشكيلي . والرؤية ذات متابعة دقيقة . من متيافيزيقية عوامل الكوامت الداخلية . ومنها الرؤية المزدوجة . لمضامين فكرية . ذات احداث جمالية بصرية . كنها اسرارها في احجارها . وسرها في روح ذاكرة الفنانة . النحاتة . التي ذهبت في اسلوبها الى اقصى روح التدخل اللاوعي بروحية المتلقي . حيث صار الحوار المستمر . الذي لاينقطع حتى ولو لم تكن الالوان امامهم بشكلها المباشر ؟. لانطباعيتها في روح مكامن الذاكرة . التي حرصت الفنانة . في روح اعمالها . على رمزية كوامنها . في داخل مكامنها الذاتية . وفي روح تكوينها المراد به فرض فرصة التأمل في التكوين . ولهذا جاءت مساحاتها المشغولة بروح الزمن الواعي للكتلة والفراغ . عنفوان تكرارية الشكل الهندسي المثالي . وكانه الجامع مابين علائق الفن والعمارة والانسان . وهذا ماتراه الفنانة النحاته . في منحوتاتها ذات الشكل المكعب . او في الشكل المتوازي المستطيلات . او في شكل روح الشطر الافق للشكل الاسطواني . حينما تستخرجه الفنانة النحاته . من اعماق كتلتها المنحوته . في تكوين منحوتاتها . التي ارتسمت بها مساحاتها المنبسطة . او عبر مسطحاتها التي ترسمها خطوط الانشطارات . وعلائقها الجمالية . التي تنفرج لتظهر تجاويفها بتقاسيم موسيقا الداخل لمنحيات مسطحاتها الابداعية . في كتلة الحجر الموشوم باوضاعه الخارجية . التي تعيد خلقه الفنانة / النحاته . بروح الاصابع الماهرة . والذهن الابداعي الانساني المتقد . ضد جمود الحركة . وسكون الكتلة . لهذا يبدو ثقل جاذبية عملها في روح الحياد الابداعي في فضاءات محيطه . وبهذا ترفد الفنانة / النحاتة روح اعمالها . وباوضاع مختلفة . بكل تحولات الكائن . كي تبحث في كمال الشكل . عن روح الكمال الهندسي التجريدي . ومنه تستخلص تصاوير مكامن الدائرة . في لوحاتها الجدارية . الاولى . او عبر ابتعاد الفنانة عن تجسيد الكرة . لتدجرج الشكل الى زواياه المستديرة . وتخلص الى قراءاتها البنيوية . بروح التدرج الفعلي . ووفق صياغاتها المتطورة للشكل العام للكتلة . ومنها تتكيف عناصر تشكيلها . بجوهر منصاتها الخاصة . لجوهر ابداعها الفني . في عناصر نحتها لشغل الفراغ في الشكل والتكوين والكتلة والفراغ . ولخدمة التكوين في ابرز سماته . في روح مساحته ( الفراغ ) تبقى مدركاتها الحسية . والدوافع . وخطوط حل المعضلات الفنية . على سطوح اعمالها المنحوته . هاجس خطوات حلولها الجمالية . حيث معنى التفكير . وروح ظواهر الطبيعة المختلفة . في علاقة تكثيف طبقاتها الفنية . التي تظهر جلية في ملامس سطوح اعمالها . حيث تهدس الملامس . في روح المساحات . وتأتي روحية التفكير المبدع . عندما تتكرر وحدة البناء باوضاع مختلفة . حتى اللانهاية . ومنها تأتي شاعرية فلسفة روح الذاكرة والمحاكاة والاستدلال . ومنها تأتي قيمة قياس ذكاء الابداع . في منحوتاتها الملتفة بحركات الالتفاف والعناق . وتعرجات احاسيسها التي تجسم تجانس الكتلة مع الفراغ والخطوط والاشكال وصفات الشكل العام للنسب . بمحتوى علاقة المحتوى مع الموضوع والحركة الداخلية للشكل العضوي . التي تحرص على ابداعه الفنانة / النحاتة . وكانه الينابيع المكملة للتجزئة . في عملية بناءاتها حيث الصمت . والشعور . والقصد والولادات . والفضاء الجنيني . وعتبة المجهول . حكاية روح الفنانة والمشاهد . ومابين الذات واللاذات . والتفاني والعمل الفني . وفعل ممارسة العمل الفني . يستوي في روح منجز الفنانة . تلك الشاعرية الشفافة رغم لون الحجر . لتقول ان المنحى الابداعي التجريدي . في الحياة . ماهو الا استحالات كل سطح محيطي . الى موقف اخر. لايلبث ان يكون الانسان سيده . وانه الالتقاء النادر . في كوامن طبيعة هذا البيدر الكوني . حيث يعيش الانسان / الفنان . ومنه الفنانة النحاتة
( سلوى روضة شقير) التي ولدت عام 1916م وقد درست الفلسفة في الجامعة الاميركية في بيروت ( 45- 1947م ) ومنذ بداياتها . بقيت مخلصة للواء التجريد . وعنيدة في التمسك به . في مغامراتها الاولى مع الرسم التصويري . الذي عبرته الى فن النحت . قبل نضوجها الفكري . حيث كانت تعرض اعمالها . في المعارض الجماعية عام 1935م ومن ثم درست الرسم على يد الفنان الرائد ( مصطفى فروخ ) ( 12درسا ) وعلى يد الفنان الرائد ( عمر الانسي ) ( 5 دروس ) غير انها استاذيها لم ينتبها لموهبتها . ولم تتاثر بمنحاهما . كما يقول الناقد اللبناني ( سيزار نمور ) عنها في كتابه الهام ( النحت في لبنان ). ولهذا درست الرسم في باريس مابين عامين 1948- 1951م في عدة محترفات . ومن بعد عودتها الى لبنان للعمل المستمر . اقامت معرضها الضخم في قصر اليونسكو عام 1962م التي تركت بعده الرسم دون رجعة لتنصرف كليا الى النحت والتشكيل المجسم . حيث عرضت في الصالة الزجاجية لوزارة السياحة في بيروت عام 1974م . بمعرض استعادي تكريمي واحتفاءي . وقدمت به لاول مرة اعمالها في تنوع مابين المادة واختلاف التقنيات في رؤيا واحدة تجريدية . واستعملت به ( الطين والحجر والخشب والمعادن ومواد بلاستيكية مختلفة في منحوتات وتجسيمات ولوحات وجداريات وبسط وجواهر ) . وقد عرضت 
( معرضها التجريدي الاول في العالم العربي ) في النادي الثقافي العربي في بيروت في سنتها الدراسة الاخيرة بالجامعة الاميريكية . وقد احتوى المعرض على ( 113عملا ) من جميع مراحل تطورها . وبعضها اعمال شاركت بها في عرضها باوروبا . وقد شوهت اعمالها اللاحقة في معرضين ( معرض غاليري كونتاكت عام 1977م والاخر معرض منتدى عام 1988م ) . ومنه واكبت حركة التجديد بالتجريد . في الغرب . ومع توجهات الفن الاسلامي . كانت لاسفارها الى مصر والقاهرة ومعايشة مكامن شبابيك الضوء الجمالي هناك . مساحته في عالم نفس الفنانة / النحاتة العاشقة للتجريد لانه هويتها الروحية وتراثها القومي . والانساني والابداعي . ولهذا كان منهج الصفاء النفسي والشخصي . بمعانقة كل ماهو مطلق . هو روح الانسجام في هوسها بروح الاصالة الثقافية . لروحانية عدم التنكر للتراث العربي والاسلامي واللبناني والانساني . بفعل جماليات روح التكامل والتأليف والصياغات . وحود كل ماهو شكل جمالي مجرد . به كامل اللغة التشكيلية التي تريدها الفنانة للتعبير عنها . وهكذا فعلت . وكان المشهد .

قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / كندا

 

 

 

 

  1
  2
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال