27 سبتمبر . 2 دقيقة قراءة . 838
ندوة مختلفة عن بقية الندوات الثقافية، اسم المحاضر غريب وغير مشهور
الحضور والانصراف كيفيان والوقت مناسب جدا، هذه الخلطة راقت لي فعزمت الحضور
عنوان الندوة: رحلة إلى الهند
شعرت بأنني ذاهب فعلا إلى الهند وبدأت أتحسس التشويق لحضور الندوة وكأنها الطائرة التي ستأخذني فعلا إلى الهند
دخلت مقر الندوة، كان الاستيديو معد بشكل مختلف، اشبه بمطبخ يطل على حديقة ينعم فيها الجمال وتغني فيها الأسرار
بدأ المحاضر بالتحدث:
رحلتي إلى الهند
كنا على متن الطائرة سبعة أشخاص
خمسة كلهم يقصدون غورو معين او كورس يوغا، وواحد يريد متابعة دراسته في البرمجة...
حقيقة أنا كنت من الخمسة حتى بدلت رأيي وأصبح هدفي
" الديسكو الهندي" هكذا فجأة بعد أن دخلت حمام الطائرة قبل الهبوط ببضع دقائق
نظر الجميع فاغرة أفواههم للحظة
أما انا فبدأت بالضحك
وبدأ المحاضر يحكي قصته مع عالم الديسكو الهندي وكيف كانت تلهمه اجواء الرقص هناك
بعيدا كل البعد عن أحاديث التأمل أو اليوغا او الحكم كما توقع الحضور
انصرف الكثير في منتصف الحديث
وبقي قلة على مضض اما أنا فاحببت الجو جدا
وبدأ يسرد المحاضر كيف تعلم فن التأمل وفضيلة الصبر وسر التوابل و بعضا عن قوانين علم الحركة والإضاءة بالإضافة إلى صبحية الاستيقاظ بعد ليلة الديسكو الهندية وأثرها الغريب العجيب على الحياة المهنية وعن الموسيقى الهندية وعلاقتها بالرقص وكان حديثه ممزوجا بالنكت الطريفة العفوية.
ثم قال عدنا السبعة في نفس الطائرة
خمسة افتتحوا قنوات يوتيوب عن اليوغا وعلاج بالطاقة وبدأو يواكبون الموضة ويرددون ما قاله غيرهم وتقنيات بلا تقنيات، الربح المادي كان مغزاهم ودافعهم ولن يجنوا غيره...
السادس عاد مبرمجا ويعمل في وظيفته بعد أن طوّر معارفه
الفهم غايته، المعرفة غايته وبالطبع يستحقها.
أما أنا كنت فقط في رحلة استجمامية
وتأكدت أن الهند في الداخل
نعم، الرحلة أساسها الداخل
فذهبت إلى الخيال
حتى أدع الفكر يرقص
يؤلف القصص
يشك ويفحص
وأرى حقيقة أن المرء في قفص
حتى يصدق ...حتى يصغي
ومن ضوضائه يتخلص...
وانتهت الندوة، خرجنا عبر الحديقة...
في الحديقة رقصنا بشكل عفوي
أو رقصت أعضاء أجسادنا من تلقائها
أو ربما ذبذباتنا هي من أحبت أن تراقص ذبذبات المكان ليعزف الزمان بصمته اغرب ألحان
وغادرنا وغادرتنا أثقال وأعباء وأشياء…
علمت حينها أنه رجل عادي أحب أن يغير فقط أجواء الحضور وينكهها بتوابله الهندية من مطبخ الحياة اليومي…
27 أكتوبر . 0 دقيقة قراءة