08 يناير . 2 دقيقة قراءة . 908
هل الكلمات قادرة على التعبير أم مخارج الحروف قادرة على رسم لحن - الآلام - الفرح - الضجر الخ..
الإنسان قادر على التعبير ووصف موقف ما من خلال الكلمات.. كذلك هو قادر على التعبير الوصفي.. لكن هل الإنسان قادر على التعبير عمّا هو أعمق وأدق؟
أحيانا يساء فهمك من خلال بيت شعر أو قصيدة أو خطاب ما لعجز الكلمات عن ترجمة الباطن وإيصال الشعور.
قصد الشعراء الغلو في بعض أبياتهم في الحب أو الهجاء كل ذلك لم يكفيهم ولم يكن كافياً لإطفاء نار الروح لديهم.
أحيانا ينطق الإنسان بكلمات حادة لعجزهِ عن الوصف... هذا سر الروح!
لو كان للروح مستقر في هذه الدنيا البائسة لكانت الروح قادرة على البوح..
الروح سر من أسرار الخالق سبحانه..
لا يمكنك رؤية الروح لكن يمكنك الإحساس بها!
كذلك الشعور الوجداني لا يُرى من خلال الكتابة، لكن يمكنك الإحساس به وملامسته!
لهذا السبب الحزين لجأ بعض العارفين إلى زاوية الصمت وعزلة الروح وسياحة البدن في أرض الله بحثا عن سر الروح واستقرارها.
وصف الرومي رضي الله عنه هذه الإشكالية بدقة، مما دفعه إلى النّاي كونه هواء الروح ونارها..
كان مؤمناً بأن النّاي قادر على ملامسة أرواح الناس أجمع وإيصال الشعور الذي عجز عنه الكلام.
إن الأمر ليس تفتيتاً للّغة، بل رفضاً للإقامة فيها، لأن حدود لغتك هي حدود عالمك وتصوراتك، فاللغة جلمود جاهز ووقار ومنتهٍ، بينما النفس متغيرة وسيالة ومتقلبة.
إنها نفحات وومضات.
من أين يُقتطع الناي؟ أليست من التراب الندي تزُهر الشجرة!
اللغة تاريخ وتراث فهي جذور ماضٍ وثمار استقرار، لذا كانت هي والعشق في محنة.
فبينما تكون اللغة بالنسبة للعاشق صقيعاً يجعل المكان أضيق للمشاعر، تسعد اللغة بما تناله من تجديدات تطرقها حِدادة العشق وحداده فتقابل هذا اللوم بآهات ارتياح.
03 أغسطس . 3 دقائق قراءة