قصة ديوالي (Diwali) عيد الأنوار

عيد ديوالي

ديوالي (Diwali) هو أحد أكبر الأعياد في الهند، وهو عيد ديني يحتفل به الهندوسيون والسيخيون في فصل الخريف من كل عام، ومعناه عيد الأنوار.

يستمر هذا العيد لخمسة أيام، كل يوم له رمزيته الخاصة وأهميته وطقوسه؛ فما هي هذه الأيام؟ وكيف يحتفل بها أهلها؟ وما الجذور القديمة  لِـ ديوالي؟

  المقال متوافر أيضًا باللغة الانجليزيّة: https://mirdad.app/articles/3566/Understanding-Diwali

أيام ديوالي الخمسة

كما ذكرنا، يستمر ديوالي لخمسة أيام، كل يوم له تسميته الخاصة ومعناه وطريقة الاحتفال به... يُطلق على اليوم الأول من ديوالي Dhanvantari Triodasi أو Dhan Teras. أما اليوم الثاني من ديوالي فيسمى Narak Chaturdasi، إنه اليوم الرابع عشر القمري ثيثي (Thithi) من الليل المظلم من شهر كارتيك (Kartik) وعشية ديوالي. في هذا اليوم دمّر اللورد كريشنا (Lord Krishna) الشيطان ناراكاسور (Narakasur) وجعَل العالم خاليًا من الخوف. يأتي اليوم الثالث من ديوالي وهو ديوالي الفعلي، هذا هو اليوم الذي تُعبَد فيه الأم لاكشمي (Mother Lakshmi). في اليوم الرابع ، يتم أداء العبادة لِـGoverdhan Pooja التي يعدّها الهندوس السبب في الإفراج عن الناس من قبضة (Vraja). واليوم الخامس والأخير من من ديوالي يُسمى بهراتري دوج (Bhratri Dooj).

أصل القصة

وفقًا للتراث الهندوسي، كان الأمير راما (Rama) ابن ملك أيوديا (Ayodhya) ووريث عرشه. وكانت زوجة أبي راما تشعر بالغيرة من راما وأرادت منه مغادرة المملكة كي يصبح ابنها وريثًا بدلًا منه. اضطر الملك إلى إرسال راما للعيش في المنفى في الغابة لمدة 14 عامًاتحت تأثير زوجته. ورافقته سيتا (Sita) زوجته وشقيقه لاكشمان (Lakshman). في الغابة، حيث عاش العديد من الشياطين، ورافانا (Ravana) واحد منهم.

حارب الأمير راما عائلة ركشا (Rakshas) وطردهم بعيدًا؛ مما جعل رافانا غاضبًا للغاية. فألقى القبض على سيتا زوجة راما، لكنها تركت بذكاء أثرًا من المجوهرات كي يتمكن راما من اللحاق بها إلى جزيرة لانكا. بمساعدة شقيقه وهانومان (Hanuman)، انطلق راما لإنقاذها. فساعد هانومان وجيش القرود في بناء جسر ضخم عبر الجزيرة، عبَر راما الجسر وأطلق سهمًا على رافانا؛ فقُتل الشيطان وتم إنقاذ سيتا من الخطر.

عاد راما وسيتا ولاكشمان إلى المملكة بعد 14 عامًا من العيش في الغابة وأصبح راما ملكًا. فقام أهل أيوديا بتنظيف منازلهم ووضع مصابيح الزيت (الدياس: diyas) لإضاءة طريقهم؛ وهذا ما يجعل هذه التقاليد مهمة لاحتفالات ديوالي اليوم.

كان ناركاسور (Narkasur) شيطانًا آخر حكم مملكة براديوشابورام (Pradyoshapuram). ومن بين الأعمال الشريرة الأخرى، اختطف النساء الجميلات وأجبرهنّ على العيش معه. ولإثبات قوته، سرق ناركاسور بعض الأقراط التي تخص أديتي (Aditi)، أمّ الآلهة. لم تكن الآلهة سعيدة وطلبت من اللورد كريشنا المساعدة؛ فلحقت اللعنة ناركاسور، الذي قال إنه سيُقتَل ذات يوم على يد أمه.

عرف اللورد كريشنا أن زوجته ساتياباما (Satyabhama)، كانت بمثابة وصيفة لأم ناركاسور، لذلك طلب إليها قيادة العربة بينما ذهب لمحاربة الشيطان. أطلق ناركاسور سهمًا على اللورد كريشنا، الذي تظاهر بأنه مصاب. استغلت ساتياباما هذه الفرصة، وأمسكت قوس اللورد كريشنا وسهمه وقتلت الشيطان على الفور.أعلنت والدة ناركاسور أن موت ابنها لا ينبغي أن يكون يومًا كئيبًا؛ ولذا يحتفل الهندوس بهذا الحدث لأنه يُظهر قوة الخير على الشر. يُقال إنه بعد المعركة مع الشيطان، استحم اللورد كريشنا بالزيت لتنظيف الدم المتناثر من جسده. في بعض المناطق الهندية، يُعَدّ فرْك الجسم بالزيت أو القيام بحمام زيت خاص جزءًا من احتفالات ديوالي.ختامًا، عيد ديوالي هو عيد انتصار الخير على الشر... ديوالي بالمعنى الحقيقي له هو مهرجان الوحدة على اختلاف التنوّعات؛ إنه يجمع الناس معًا على الرغم من اختلاف دياناتهم، أو ثقافاتهم، أو مستوياتهم الاجتماعية.

الخُلاصة

عيد ديوالي أو عيد النور، هو عيد ديني يحتفل فيه الهندوس في كل أنحاء الهند، ويحيون ذكرى انتصار الخير على الشر... يستمر هذا العيد لخمسة أيامٍ، كل يوم منها له تسميته وطقوسه ورموزه، ولكن اليوم الأقوى فيها هو اليوم الثالث. تعود جذور القصة، إلى قتْل الشيطان ناركاسور (Narkasur) على يد  ساتياباما (Satyabhama) التي خلّصت الناس من شرّه... لذا، وإحياءً لذكرى خلاصهم من الشر، يحتفل الهندوس بذلك في خريف كل عام.

 ترجمة صفاء الشيخ لفريق مرداد