08 نوفمبر . 9 دقائق قراءة . 1527
"دوار الشمس" أو "تبّاع الشمس" أو "ميّال الشمس" أو "عباد الشمس"، تعددت التسميات والنبتة واحدة، ذلك أنها تتبع حركة الشمس في دورانها، لكن الاسم العلمي الدقيق والصحيح لهذه النبتة الجميلة هو "زهرة الشمس".
يتم الحصول على بذور دوار الشمس من رأس زهرة نبات دوار الشمس، عندما تكون هذه البذور نفسها مغطاة بقشرة مخططة بالأبيض والأسود، وتكون بيضاء ولها ملمس رقيق. تشتهر البذور بنكهتها المتميزة وقيمتها الغذائية العالية، ويمكن تناولها بطرق شتى، نيئة أو محمصة أو مدمجة في أطباق أخرى.
لحب دوار الشمس شعبية كبيرة في محيطنا؛ فهي رفيقة جلساتنا الهادئة أو العائلية، أو جلساتنا مع الأصحاب، سواء مع المشروبات الساخنة أم الباردة... الجميل فيها أنها تبعث على التسلية؛ إذ يمكن لشخص واحد تناول كمية لا يُستَهان بها من حب دوار الشمس في جلسة واحدة. جميعنا نقبِـل على تناول تلك البذور، إلا أننا نجهل فوائدها، أو لدينا أدنى ثقافة عن تلك الفوائد؛ فهل تساءلنا يومًا عن الفوائد الصحية والغذائية لبذور دوار الشمس، والحصص الغذائية المسموح بتناولها يوميًّا منها، والمأكولات التي يمكن دمجها بها؟
تربط الدراسات استهلاك بذور دوار الشمس بعدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. كما أنها تحتوي على العناصر الغذائية التي يمكن أن تدعم جهاز المناعة وتعزز مستويات الطاقة.
فيما يأتي بعض الفوائد الصحية لحب دوار الشمس:
بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من التهاب مزمن أو قصير المدى، يمكن أن تكون بذور دوار الشمس ذات فوائد في محاربة الالتهابات؛ إذ تحتوي على فيتامين E (إي) والفلافونويد (flavonoids) ومركبات نباتية أخرى من شأنها أن تقلل الالتهاب. هذا وقد رأت دراسة أن تناول بذور دوار الشمس والبذور الأخرى خمس مرات أو أكثر كل أسبوع يؤدي إلى انخفاض مستويات الالتهاب؛ مما يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
بذور دوار الشمس غنية بالدهون "الصحية"، بما في ذلك الدهون المتعددة غير المشبعة والدهون الأحادية غير المشبعة؛ فثلاثة أرباع الكوب من بذور دوار الشمس تحتوي على 14 جرامًا من الدهون. وقد توصلت الدراسات إلى أن استهلاك البذور بشكل عام، بما فيها بذور دوار الشمس، مرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم.
تُعَدّ بذور دوار الشمس مصدرًا للعديد من الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تدعم جهاز المناعة، وتزيد من القدرة على محاربة الفيروسات؛ فهي تحتوي على كل من الزنك والسيلينيوم. يقوم الزنك بدور حيوي في تقوية جهاز المناعة؛ إذ يساعد الجسم على الحفاظ على الخلايا المناعية وتنميتها. كما يقوم السيلينيوم أيضًا بدور في تقليل الالتهاب ومكافحة العدوى وتقوية المناعة.
4- فوائد حب الشمس لرفع مستويات الطاقة
تحتوي بذور دوار الشمس على مستويات عالية من البروتين؛ فتساعد بالفعل على تعزيز مستويات الطاقة، كذلك يمكن للعناصر الغذائية الأخرى مثل فيتامين (ب) والسيلينيوم، أن تساعد في الحفاظ على النشاط. إن فيتامين (ب1) المعروف أيضًا باسم الثيامين (thiamin) الموجود في بذور دوار الشمس، يمكن أن يساعد على تحويل الطعام إلى طاقة؛ مما يجعل الشخص نشيطًا طوال اليوم. أما السيلينيوم فيمكن أن يزيد من تدفق الدم ويوفر المزيد من الأوكسيجين لجسمك.
تحتوي بذور دوار الشمس على نسبة عالية من البروتين، وهي غنية بالدهون الصحية، بالإضافة إلى احتوائها على مضادات الأكسدة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة؛ وعلى ذلك، فهي مصدر ممتاز لِـ: - فيتامين (إي).- فيتامين (ب1).- فيتامين (ب6).- الحديد.- النحاس.- السيلينيوم.- المنغنيز.- الزنك.- البوتاسيوم.
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي نصف كوب من بذور دوار الشمس المحمصة الجافة، من دون ملح على:
حجم الحصة
على الرغم من أن بذور دوار الشمس غنية بالمواد المغذية، إلا أنها غنية بالسعرات الحرارية نسبيًا؛ لذا من المهم الحفاظ على حصص تكون عبارة عن ربع كوب في الحصة الواحدة. من أجل إبطاء تناول السعرات الحرارية مع تناول الوجبات الخفيفة، يقوم الكثيرون بأكل البذور الموجودة في القشرة؛ ذلك أن الأمر يستغرق وقتًا لفتح كل قشرة وبصقها.ومع ذلك، يجب أن نضع في الحسبان أن القشرة غالبًا ما تكون مغلفة بالملح، أي حوالي 70 مجم لكل أوقية من بذور دوار الشمس. فإذا كان الشخص ممن لديهم حساسية على الملح أو يراقبون كمية الملح التي يتناولونها؛ عليه البحث عن بذور دوار الشمس غير المملحة والاعتدال في الحصص التي يتناولها.
تُباع بذور دوار الشمس عادة داخل القشرة وتؤكل محمصة أو نيئة. يتطلب تناول بذور دوار الشمس المقشرة تكسيرها بالأسنان وبصق القشرة التي لا ينبغي أكلها.باستخدام اللسان، علينا وضع القشرة عموديًّا أو أفقيًّا بين الأضراس، كسر القشرة بالأسنان، فصْل البذرة عن القشرة، ثم بصق القشرة وأكْل البذور.من الممكن أيضًا تناول بذور دوار الشمس في مجموعة متنوعة من الأطباق. وفيما يأتي بعض الطرق التي نستطيع من خلالها دمج هذه البذور في وجبات الطعام:
- رشّها فوق السلطة.
- إضافتها إلى مزيج المكسرات والفواكه المجففة.
- خلّطها مع دقيق الشوفان.
- وضْعها فوق المقالي السريعة، كالبطاطس والدجاج، أو فوق الخضار المتنوعة.
- إضافتها إلى الخضروات والبرغر.
- مزْجها مع المخبوزات.
- استخدام زبدة دوار الشمس بدلًا من زبدة الفول السوداني.
- استخراج زيت دوار الشمس من البذور، ويُستخدَم هذا الزيت بدلًا من الزيوت الأخرى.
ختامًا، وإضافة إلى فوائدها الصحية، تمتاز بذور دوار الشمس بفوائد جمالية؛ فلغِناها بفيتامين (إي) وأوميغا 3، تعمل على الحفاظ على صحة البشرة ونضارتها؛ فتساعدها على التوهّج والنعومة والترطيب، وتكسبها مظهرًا شابًّا. وهي ضرورية للحفاظ على صحة الشعر ورطوبته ونعومته ومحاربة تساقطه؛ لذا إن كنتنّ من النساء المهتمّات بجمالكنّ وشبابكنّ، ما عليكنّ سوى الإقبال على تناوله، وإدراجه ضمن نظامكنّ الغذائي، ولكن لا تنسينَ أمرًا مهمًّا، ألا وهو الاعتدال وعدم الإفراط في تناول حصص كبيرة من بذور دوار الشمس.
الخُلاصة
إن بذور دوار الشمس هي بذور صحية ومفيدة، تُستخرَج من زهرة دوار الشمس. يمكن تناولها نيئة أو مملحة أو ممزوجة مع الأطباق. من فوائدها: تقليل الالتهاب، تحسين صحة القلب، تقوية جهاز المناعة، ورفع مستويات الطاقة. هذا وتحتوي هذه البذور على الكثير من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية، التي من شأنها تقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة. على الرغم من فوائدها، إلا أن بذور دوار الشمس غنية بالسعرات الحرارية؛ لذا من الأفضل تناولها باعتدال، وجعْل الحصة منها عبارة عن ربع كوب. أما مَن يعانون من مشاكل في تناول الملح؛ فعليهم البحث عن بذور غير مملحة، أو دمج هذه البذور في الأطباق العادية، كالسلَطات والحلويات والفواكه المجففة والمقالي المتنوعة.
المصادر
American Journal of Epidemiology: "Nut and Seed Consumption and Inflammatory Markers in the Multi-Ethnic Study of Atherosclerosis"
Antioxid Redox Signal: "The Role of Selenium in Inflammation and Immunity: From Molecular Mechanisms to Therapeutic Opportunities"
Circulation: "Consumption of Plant Seeds and Cardiovascular Health: Epidemiologic and Clinical Trial Evidence"
National Institute of Health: "Thiamin"
Nutrients: "A Review of Dietary Selenium Intake and Selenium Status in Europe and the Middle East”
Mol Med: "Zinc in Human Health: Effect of Zinc on Immune Cells"
US Department of Agriculture: "Seeds, sunflower seed kernels, toasted, without salt"
US Department of Agriculture: "Sunflower seeds"
US Department of Agriculture: “Sunflower seeds, plain, salted”
هذا المقال:
ترجمة صفاء الشَّيخ بتصرّف، لفريق "مِرْداد".
للاطلاع على المقال الأساسي باللغة الإنكليزية:
03 أغسطس . 8 دقائق قراءة
22 أكتوبر . 7 دقائق قراءة